الإثنين ٣ نوفمبر ٢٠٢٥ الموافق ١٣ جمادى الأولى ١٤٤٧ هـ

حصاد ما بعد الستين! – بقلم الكاتب أ. محمد آل مخزوم الغامدي

حصاد ما بعد الستين! – بقلم الكاتب أ. محمد آل مخزوم الغامدي

في أثناء عودتي للمنزل بعد أداء الصلاة شاهدت رجلاً جاوز عمره الستين، مــرتدياً الزي الرياضي، يُمســك بيده كيساً للنفايات قد ملأ نصفه، يمشي تارةً ويهرول أخرى، استوقفني المشهد، من باب الفضول توقفت للسؤال عن أحواله، ظننت أنه يجمع العلب المعدنية الفارغة لبيعها في السوق.

سألته ما شأنك؟ كان جوابه لافتاً للنظر، يقول أنَّه رجل متقاعد، جاوز الستين من عمره، اعتاد على المشي كل يوم بعد صلاة العصر، ذكر أن المشي وممارسة الرياضة في الهواء الطلق يُحرِّك الدورة الدموية، وينشِّــط الأعضاء..

ومنذ تقاعده وهذا شأنه؛ أما الكيس الذي يحمله فهو نشاط آخر يلتقط فيه ما تناثر من النفايات في الطريق وينقلها إلى صندوق البلدية امتثالاً للحديث النبوي الشريف ” الإيمان بضــع وسبعون شعبةً، فأعلاها قولُ لا إله إلا الله، وأدناها إماطةُ الأذى عن الطريق، والحياءُ شعبةٌ من الإيمان”  دعوت له بالتوفيق في نشاطاته ومضيت.
هذا المشهد أثار عندي سؤالين اثنين:

لماذا يعتقد بعض المتقاعدين أن مرحلة التقاعد تعني القعود عن العمل ؟
وهل يستطيع المتقاعد ممارسة حياة جديدة تختلف عن حياته الوظيفية ؟

في الأسواق ترى العجب، فغالبية من يرتاد الأسواق الأسبوعية هم كبار السن، أغلب نشاطات هؤلاء في البيع والشراء، أعرف رجلاً تجاوز الثمانين من عمره، لا يزال منذ الصبا يُمارس نشاطه في تجارة العسل بالبيع والشراء، هكذا كما وصف نفسه.

خلاصــة القــول: دعــوة للمتقاعــدين من كبار السن الذين يبحثون عن الدعم المادي من خــلال منصة الضمــان الاجتماعي، أو الجمعيات الخيرية، أو بالرجاء من أهل الخير والإحسان، بارتياد أسواق الخضار والفاكهة لمزاولة مهنة التجارة..

تلك الأسواق تكتظ بالعمالة الوافدة التي تمارس البيع والشراء بشكل يومي، في ظل عزوف شبابنا عن هذه الحرف الشريفة التي تفتح أبواب الرزق والكرامة للجادين في ميادين العمل.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *