الأحد ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٥ الموافق ٦ ربيع الآخر ١٤٤٧ هـ

ممشى النماص .. حين يتحول الصيف إلى قصيدة مغزولة بالضباب والمطر

ممشى النماص .. حين يتحول الصيف إلى قصيدة مغزولة بالضباب والمطر

صحيفة النماص اليوم :

في قلب صيفٍ لاهب في معظم مدن المملكة، تنفرد النماص بمشهدٍ نادر، لا يشبه إلا نفسه. هنا، لا يُقاس الصيف بدرجات الحرارة، بل بنسائم باردة تتسلل من بين الجبال، وبضبابٍ يهبط برفق ليعانق زوّار “ممشى الضباب”، أحد أكثر المواقع جذبًا للمصطافين في المنطقة”، وشعار صيفنا أبرد وأقرب” ليست مجرد عبارة دعائية؛ بل واقع يعيشه كل من وضع قدميه على أرض هذا الممشى. عند المساء، تختلط زخات المطر الخفيفة بصوت الضحك، ورائحة القهوة، وصرير عجلات الدراجات المستأجرة. إنه مشهد حيّ، لا يُقرأ ولا يُروى، بل يُعاش. ويتحوّل “ممشى الضباب” في النماص إلى قلب نابض بالفعاليات لكل الفئات. أبرزها فعالية “أطول مسيرة للدبابات” بتنظيم من فريق الجنوب بايكرز، حيث تصطف الدراجات النارية كأنها عرض عسكري في ساحة عشق. يمرون بالضباب، فيبدو المشهد كحلمٍ يتسلل من إحدى روايات المغامرة. أما “خيمة أهلاً بالعالم”، فجمعت الثقافات والهوايات تحت سقفٍ واحد، وجعلت من الممشى نقطة تلاقٍ حضاري وترفيهي. وللأطفال والكبار، هناك “فعاليات الحصن” التي أعادت ذكريات التحديات والألعاب القديمة لكن بروح عصرية. وفي ركن آخر، تجد مباريات FIFA 25 على شاشات ضخمة، حيث تتحوّل المنافسة إلى بطولة مصغّرة تعج بالحماس والتشجيع. فالممشى ليس مجرد مكان للمشي، بل تجربة حسّية متكاملة. تجد العائلات تتخذ زوايا خاصة، يفرشون الأرضيات، يحتسون القهوة، ويتسامرون وسط أجواء لا تشبه إلا سحر القصائد. عربات الشاي، الكوفيهات، الجلسات الديوانية، باصات الترفيه، ألعاب الأطفال والدراجات الثلاثية للكبار… كلها تحوّل المكان إلى مدينة مصغّرة تلبّي كل الأذواق. وما يُميّز “ممشى الضباب” ليس فقط أنشطته، بل لوحته الطبيعية المتكاملة. الضباب لا ينزل، بل “يتسلل” من بين الجبال، يلامس وجوه الزائرين بلطف، كأنه يهمس لهم بترحيب خفي.  والهواء مشبع برائحة المطر، والجبال من حولك تتوارى وتظهر كأنها في رقصة صوفية. وفي النماص، لا تحتاج إلى مكيف، ولا تلاحق السحاب بعدسة كاميرتك. السحاب يأتي إليك، ويمنحك إحساسًا نادرًا بأنك تعيش في لوحة شعرية أو رسمة فنان عشق التفاصيل. فممشى الضباب ليس فعالية موسمية، بل ذاكرة تُزرع في القلب، وصورة لن تمحى بسهولة من ذاكرة الزائر. هو المكان الذي اجتمع فيه الجمال الطبيعي، والابتكار البشري، ليصنع تجربة صيفية لا مثيل لها في المملكة.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *