الإثنين ١٢ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٥ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

على رِسْلِكُم يا قوم، الهيئة وما أدراك ما الهيئة – بقلم اللواء م . محمد مرعي العمري

على رِسْلِكُم يا قوم، الهيئة وما أدراك ما الهيئة – بقلم اللواء م . محمد مرعي العمري

ما إن أُعلِن عن تحديث وتنظيم عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى تعالت أصوات الكلاب المسعورة من ذوي الأقلام المأجورة التي ما فتئت تنادي من قبل بالترويج والتشجيع على الرذيلة ومحاربة الفضيلة من خلال بعض وسائل الإعلام المملوك أكثرها للأسف لأثرياء سعوديين ويقوم على إدارتها والتحدث فيها خليطٌ من ذوي التوجُّهات الهدَّامة فكرياً وعقائدياً .

إلاَّ أنه بعد إعلان تنظيم عمل الهيئة الجديد كما تقدم الإشارة لذلك سقطت الأقنعة عن تلك الوجوه الكالحة والتي كانت تتوارى خلفها في بثِّ برامج هابطة سعياً لتحقيق مآربها الخبيثة ضد خصوصية المجتمع السعودي المحافظ فجاهروا بمشاعرهم وأشعلوا قناديل الإفراح وأقاموا الليالي الملاح نشوةً وطرباً واستبشاراً وخرج من يمثِّلهم في بعض المتنزهات والطرقات في مظاهر مخلةٍ أقلها أنها تخلَّ بالذوق العام فضلاً عن المجاهرة بالمعصية ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله .

وظهر على النقيض تماماً المتطرفون في أفكارهم والمتشائمون الذين ينطلقون في تشاؤمهم من مفهوم واحدٍ يصوِّر لنا وكأن الهيئة هي الجهة الوحيدة المعنيَّة بتقويم سلوك المجتمع وحمايته من أخطارٍ  محدقةٍ به حتى باتت في نظرهم أشبه بدولةٍ مستقلةٍ داخل الدولة الأكبر من خلال إجراءاتها وتصرفاتها وكأنه لا مرجع لها أوهي الآمرة الناهية في كل تصرفات وشؤون حياة الناس اليومية ..

 
متجاهلين بذلك أدوار الدولة – وفقها الله – وأنها هي أساساً التي أنشأت الهيئة وأقامت حكم هذه البلاد المباركة على شرع الله القويم وصراطه المستقيم ، كذلك تجاهل أولئك المتشدِّدون الأدوار المباشرة وغير المباشرة للأسرة والمدارس والمساجد من خلال البرامج والمناشط التي لا حصر لها وجميعها تُعنى بالحفاظ على مكارم الأخلاق .

وقد تسابق المنظِّرون كلٌّ بحسب منظوره الضيِّق من خلال ما تعجُّ به المنتديات ومواقع التواصل المجتمعي هذه الأيام  إلى إشغال أنفسهم وإشغال غيرهم بمحاولة فرض رؤاهم حتى إن بعضهم تجاوز حدود اللباقة في الحديث إما بالإعتراض غير المقنَّن على توجُّه الدولة في وضع هذا التنظيم أو بالتأييد المندفع الممهور بالإساءة للهيئة وكأنه وجد ضآلته في إشفاء غليله وبثِّ أحقاده تجاهها .

فأقول لكلا الفريقين على رِسْلِكُما فنحن قد كُفِينا بمن استرعاه الله وولَّاه مقاليد أمر هذه الأمة ، ومن المسلَّم به أنه عند الشروع في تطبيق أي تنظيمٍ أو تطويرٍ لأي عملٍ ما فلا بدَّ أن تبرز له سلبياتٌ وإيجابياتٌ ، والتي بالإمكان تطويرها للأفضل بإذن الله . وعندما يكون إبداء الأراء على قصورٍ أو ثغراتٍ في ذلك التنظيم عبر المناصحة الخالصة وبالطرق المتاحة لمن بيده الأمر للتصحيح فلا أخال أن ذلك من المحظورات بعيداً عن التشهير واستخدام وسائل التواصل للإنتقاد فقط من أجل الإنتقاد وتهييج الرأي العام .

كما أنّي أرى بأن رجال الأمن سيقومون بتوفيق الله بالمهمة خير قيامٍ ، وقد استبشرنا خيراً بعدما نجحوا قبل أيامٍ وفي مدةٍ وجيزةٍ في ملاحقة الشباب الذين ظهروا بأوضاعٍ وألبسةٍ  مخلٍة على كورنيش الدمام في المنطقة الشرقية وهذا مؤشرٌ  بأن الأمور بإذن الله تحت السيطرة وفي متناول اليد للأجهزة الأمنية التي أثبتت غير مرَّةٍ كفاءتها .

ولي وجهة نظرٍ أتمنى لو تجد الدراسة اللازمة وهي أن جهاز الهيئة قد أثبت نجاحه على مدى عقودٍ مضت ولئلا نفقد ذلك الوهج المشهود له فأني أقترح أنْ يتم استقطاب بعض رجال الهيئة وإلحاقهم على وظائف رسمية كرجال أمنٍ بعد إعطائهم بعض الدورات التعريفية البسيطة في مجال العمل الأمني ، وذلك للإستفادة من خبراتهم الميدانية التي آتت أكلها ولا ينكرها إلاّ مكابرٌ في كشف قضايا السحر والإبتزاز والستر على الفتيات اللواتي وقعن فريسة للذئاب البشرية ..

 
في حوادث متعددة شريطة أن يُرَاعَى عدم إزدواجية الصلاحيات عند التنفيذ لكيلا تتكرر سلبيات إجراءٍ مماثلٍ تم اتخاذه قبل عقدين عندما تمَّ إقرار وتطبيق مفهوم ( الأمن الشامل ) قبل أن تقام ورش العمل الكافية للتعريف بما يراد عمله من الدمج . وأسأل المولى جلَّت قدرته أن يهيئ مافيه الخير للبلاد والعباد في ظل هذه القيادة الراشدة والله من وراء القصد  .!!

m-malamri@hotmail.com

 
 
مقالك37

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *