في لمسة وفاءٍ وعرفانٍ بما للرجال البواسل والأبطال الميامين المرابطين على الحد الجنوبي لوطننا لغالي من مكانةٍ مقدَّرةٍ بقدسية الواجب الذي يؤدونه ، وكعادة مجتمعنا بكل فئاته وعلى اِختلاف شرائحه والذي لا ينسى أن يثبتَ للعالم أنه مجتمعٌ متراحمٌ و متلاحمٌ ووفيٌّ لمن يستحق الوفاء من أبنائه الأوفياء .
أكتب هذا بعدما لاحظت بأن الوفاء قد تجسَّد في أبهى صوره وأسمى معانيه وفق ما وصلني من أحد الأخوة الفضلاء من صورٍ تم إعدادها كهدايا ضمن الفعالياتٍ التي أقامها مجمع بني مشهور لتعليم البنات التابع لتعليم النماص لحماة الوطن المرابطين على الحد الجنوبي .
حيث تعبِّر تلك الفعاليات والصور عمَّا لأولئك الرجال الصِّيد من مكانة في سويداء القلوب . كيف لا وهم الذين حملوا أرواحهم على أكفهم وتركواالزوجة والأبناء وغادروا رغد العيش والراحة والفُرُشِ الوثيرة وأفترشوا الأرض بوهادها ومرتفعاتها والتحفوا السماء ليدافعوا عن حياض الوطن وعن أهلهم من الشعب السعودي في كل مناطق المملكة .
ومن نافلة القول أن نعلم بأنَّ مثل ذلك العمل يقف خلفه سيداتٌ فاضلاتٌ يتمتَّعن بالحسِّ الوطني بل هو لديهن في أعلى مراتبه ، فهنَّ لسن مربياتٌ فقط بل أمهاتٌ ناجحاتٌ أدركن بأنه ليس أقل من أن نتذكر أولئك الأبطال في مناسباتنا وفي مدارسنا ومن خلال المناشط التي تقام هنا وهناك بل يجب أن لا ننساهم في صلواتنا وخلواتنا من دعاءٍ صادقٍ بأن يحفظهم الباري وينصرهم ويمدَّهم بالنصر المؤزر على الغوغائيين من الحوثيين والمرتزقة الذين باعوا بلادهم ورضوا بأن يكونوا صنيعة للصفويين واليهود وألعوبة في أيديهم يدمرون بهم وطنهم .
والجميل في هذا الموضوع الذي استشعرته القائمات على تلك الفعاليات بل وكل القائمين على ذلك المجمَّع أكاد أجزم بأنه جاء طواعيةً وبتلقائيةٍ وحماساً منهن ليوصلوا رسالةً مفادها أن الجميع يثمِّن ويقدِّر عالياً التضحيات التي يقدمها أبناء الوطن المخلصون جنود الحق دفاعاً عن الدين والعرض والوطن ، وفي ذات الوقت فهنَّ يبعثن الطمأنينة بأن الوطن يزخر بالأمهات اللواتي لطالما دفعن بفلذات أكبادهن إلى مواطن الْعِزَّة وميادين الشرف والفداء واللواتي ينطبق عليهن وصف شوقي حينما قال :
الأم مدرسةٌ إذا أعددتها
أعددت شعباً طيِّب الأعراق
فهؤلاء أمهات وسيدات هذا الوطن المعطاء وهذا هو مجتمعنا وريث المجد والنخوة وعاشق هذه الأرض حتى الثمالة ، فشكراً لكل ذي حسٍّ وطني وشكراً لذوي المشاعر الفياضة من القائمين والقائمات على ذلك المجمع ، وأنا على يقينٍ بأنه ليس سوى أحد المعاقل التربوية الناجحة المنتشرة على رقعة وطننا الحبيب .
حفظ الله الوطن وقيادته وأبناءه المخلصين وبناته المخلصات من كل سوءً ومكروهٍ وآخر دعوانا أن الحمد لله ربالعالمين .!!
التعليقات