السبت ٣ مايو ٢٠٢٥ الموافق ٦ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

يا للأسف .. للكاتب – أ. سلطان بن غرمان العمري

يا للأسف .. للكاتب – أ. سلطان بن غرمان العمري

.

مشاهد عابرة استوقفتني لا تعبر عن سلوكيات عامة بنسبة عالية أو ظاهرة مستشريه فقد تكون رؤيتي لها محدودة ولكنها موجودة بنسب متفواتة من موقع لآخر ، ليست من ضرب الخيال فمنها ما عايشته ومنها ما رأيته .. وليس بالضرورة بأني مع أو ضد لكني أنقلها بكل تجرد فاختلاف المعايير بين الناس هي من يرجح كفة على كفة.

المشهد الأول: فقير محتاج في الشارع يمد يده طالباً ريالاً أو بضعة منها ليسد رمق جوعه فيجد الصد والمنع والتأفف من وجوده والترفع عن مشاهدته .. بينما يهدي عامل تقديم الطلبات في مقهى أو في الفندق عشرات الريالات بكل فخر وسخاء وأريحيه دون وجل .. فيا للأسف.

المشهد الثاني: رجلٌ يُقتر على أبنائه في المأكل والمشرب والملبس حتى تصل بك الحال لرحمتهم من منظرهم وما يعتلي سوءاتهم .. وفجأة تجده سخياً بكل بذخ في الولائم مع ضيوفه لدرجة التوسع والإسراف أكثر من المعقول وسط ذهول أسرته وإحباط أبنائه .. فيا للأسف.

المشهد الثالث: يتهافت أهل الخير في توزيع كراتين المياه داخل المساجد ليسقوا بها المصلين مبتغين فضل الله.. فيحضر من يشربها تاركاً تلك العلب فارغةً خلفه فلا يحملها على طريقه أثناء خروجه إلى سلة المهملات رغم توافرها على أبواب المساجد فلا تعلم من يتوقع أن ينظف خلفه ولك بعد إنقضاء صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك خير شاهد .. فيا للأسف .

المشهد الرابع: جمع من الناس غفير في صالة أفراح العريس لمشاركتهم أُنسهم وأفراحهم ، ويدع الداع أن هلموا على العشاء .. فيتهافت الصغار قبل الكبار ويزاحمونهم على المداخل دون اعتبار السن والمكانة رغم كفاية الكميات والوليمة من المأكل والمشرب .. فيا للأسف.

المشهد الخامس: تدخل مسروراً – وقد تكون حزيناً – حال دخول غرفة الصراف الآلي للحصول على دراهم معدودات فتجد إيصالات السحب متناثرة يمنة ويسره ملقاةً على الأرض وقد غيرت جمالها ورونقها إلى مظهر غير حضاري ينم عن فوضوية التعامل مع الممتلكات العامة ، والأعجب من ذلك بأن سلة المهملات ملاصقة لها ، فلا تعلم ما سبب طباعة تلك الإيصالات إن كان هذا مصيرها ومآلها .. فيا للأسف.

المشهد السادس: ينادي المنادي – قد قامت الصلاة –  فتلبي النداء متوجها للمسجد فتجد الأحذية – أجلكم الله – قد اكتظت وتراكمت على مدخل المسجد دون مراعاة لمسن مقعد ليتمكن من تجاوزها رغم الأرفف المخصصة لها عند كل باب والتكاليف والجهود المبذولة لإعدادها أو ترتيبها وإفساح المجال للمشي والدخول للمسجد دون العبور من فوقها وما قد يسببه من أمراض جلدية وتناقلها بين المصلين .. فيا للأسف.

المشهد السابع: تصحب أفراد أسرتك إلى المنتزهات البرية لقضاء وقت جميل وماتع فتجد من سبقك غادر المكان مخلفاً القمامة – أجلكم الله – خلفه والعلب والأكياس الفارغة في منظر مؤلم مما يجعلك لا تحتمل المنظر ولا تستطيع الجلوس ، متسائلاً  كيف لو حملها معه وجمع تلك النفايات وألقاها في سلمة المهملات ماذا سيخسر  .. فيا للأسف.

المشهد الثامن:

إسراف البعض في التعامل مع الكهرباء في منزله دون وعي بأهمية هذه النعمة العظيمة والمبالغ الطائلة التي تصرف حتى تصل المنزل ،  وعدم تقنينها وترشيد استخدامها أو نصح أبنائه ، فتجد في فصل الصيف من ينام بالأغطية الشتوية من شدة برودة الغرفة ، ماذا لو قلل من درجة الحرارة واستغنى عن الغطاء وكان بذلك مساهماً في تقليل الضغط على الشبكة الكهربائية ، والأدهى والأمر من يذهب إلى عمله تاركاً أجهزة التكييف لتواصل تبريدها حتى عودته.. فيا للأسف .

المشهد التاسع: عدم ترشيد استهلاك المياه في المنازل وتضجر البعض من غلاء الفواتير المحدثة مؤخراً مع التعريفة الجديدة وهذا دليل على عدم مراقبة الاستهلاك في الماضي .. وجدت الكثير لم يسأل عن أسباب ارتفاعها ولم يسعى للحصول على حلول لتخفيض الكميات المهدرة في منزله سواء بالأدوات المرشدة أو الاستغناء عن بعض السلوكيات السابقة كالحدائق المنزلية مثلاً ومراجعة تسربات المنزل وصناديق الطرد وشطافات المياه ونوع غسالات الملابس الكهربائية .. فيا للأسف.

.

مقالك37

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *