=
=
تعددت البحوثُ والدراساتُ الي تُعنَى بصيانة فكر المجتمع وتحصينه بمفهوم ما بات يُعرَف بالأمن الفكري الذي لا يقلُّ أهميةً عن مفهوم الأمن بأغراضه المتعددة كالأمن الإجتماعي والأمن الإقتصادي والأمن الغذائي .
=
فمن دواعي إستقرار أي مكوِّنٍ بشريٍّ لكي ينصرفَ الى شئون حياته اليومية في دِعةٍ وأمانٍ هو أن يكون مُحصَّناً لمجابهة ما قد يطرأ على سلوك أفراده وتعاملهم مع مستجدات الفتن والأحداث التي تقع بين الحين والآخر .
=
وتبعاً لما تكرر من جرائم بشعةٍ وفقاً لأنتهاج دُعاة الضلال والأفكار الهدَّامة منهج التغرير بمن استسلموا لفكرهم المنحرف حتى أمْلَوا لهم بأن يبدأوا باستدراج أقاربهم ثم قتْلِهِم ممَّا لا يقرُّهُ دينُ ولا عقلٌ ولا منطقٌ ولا أيٍّ من أعراف التعايش السلمي في أي مجتمعٍ قديماً وحديثاً ، فإنَّ ذلك يقودنا إلى ضرورة إعادة النظر في برامج الأمن الفكري والتعرف عن كثبٍ على البيئة الحاضنة للإرهاب والتطرّف في أي مكان وُجِدتْ فيه تلك البيئة .
=
ولأنَّ التقارير الأمنية قد طالعتنا بأن مرتكبي بعض جرائم القتل غدراً بأقاربهم ينتمون لأسرةٍ وَاحِدَةٍ فحتماً ذلك يعتبر مؤشراً بأن بعض الأسَرَ في هذه الحال هي أخطرُ حاضناتٍ ينمو ويستشري فيها التطرّف المؤدي للإرهاب نتيجةً لإفتقارها الى أبجديات الأمن الفكري . وسيتضح جليَّاً بأن فراغاً روحياً وتربوياً كان من الأسلم معالجتُه ومِلْؤُه وتحصينُ أفراد الأسرة ضدّه لتقويم سلوكياتهم واستشراف ما قد يستجدُّ من تحوُّلات سلبيةٍ لديهم .
=
كما أرى من الأهمية بمكان أن يُعاد النظر في العملية التربوية في المدارس لمجابهة واقع الحال وعدم الإكتفاء بتدريس المناهج المقررة كيفما أتفق ، بل لا بد من انتهاج مشاريع تثقيفيةٍ تُبرِز روح العمل الجماعي الإيجابي وتقوّي الفضائل ومفاهيم السماحة التي حثَّ عليها الدين الإسلامي وتعزِّز الإنتماء الوطني ، دون إغفال المشكلات السلوكية لدى بعض الطلاب الذين يعانون ظروفاً مختلفةً كانفصال الأبوين أو تردي الأوضاع المادية لدى بعض الأسر . فإذا تظافرت الجهود ووضعت البرامج لمعالجة كلِّ أو جلِّ ما تقدم فسنحصل على مخرجات التعليم النافعة بإذن الله وسيتحقق الأمن الفكري المنشود للمجتمع والوطن .
=
=
التعليقات