=
=
لم يكن الأمر ليستقر له رحمه الله لولا أنه قدّم للوطن مايعلم أنه لايصلح له غيره ليحفظ الأمن العام من شرق البلاد إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها .. قدّم دستور حكمه للبلاد وهو الدستور الذي يرتضيه الله سبحانه وتعالى كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
=
بلادنا مهبط الوحي وقبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، بلادنا منطلق الرسالة والدعوة وحاضنة الحرمين والمشاعر المقدسة وأرض العرب ومنبع الفضيلة والسلام.
=
بلادنا تواجه مؤامرات ودسائس تحيط بها من كل الجهات، نعلم منهاالقليل ونجهل الكثير، غير أن ماخفي هو أعظم ولاغرابة أن تكون ملة الكفر واحدة في العداوة للإسلام وأهله، لكن الغريب العجيب أن نرى العداوة والبغضاء من المحسوبين على الدين والوطن، وأن يكونوا من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ويعيشون بيننا، ويقولون أنهم هم المصلحون … وتاالله أنهم هم المفسدون حقا ولكن لايشعرون.
=
إن هؤلاء القوم ليهددون أمننا الوارف صباح مساء أيما تهديد، فهم يمتلكون كل أدوات التهديد والوعيد ولا أحسبهم إلا طابورا خامساً يندس بين ظهرانينا هم يمتلكون أدوات إعلامية بارزة ذات حضور وشهرة عالمية، يهيمنون على أكثر الصحف الورقية الرائجة التي تملأ البيوت والأسواق، ويمتلكون القنوات الفضائية التي تصل إلى شتى بقاع العالم، ليصوروا من خلالها للعالم أجمع أن دين الرحمة العظيم الذي يدين به هؤلاء المسلمون الذين هم محسوبون عليهم كمسلمين .. أنه دين إرهابٍ وقتل وتخلفٍ وظلم، ( ومابرنامج صناعة الموت الشهير بغائب عن الأذهان ) !
=
لقد سخّروا كل جهودهم لتشويه الثوابت والمسلّمات الدينية، ووصم العادات العربية الحميدة بالتخلف، وتزيين صورالغرب بالحرية والتقدم والنزاهة.
=
لايختلف اثنان أن الإرهاب الناتج عن التطرف والغلو يهدد هذا الوطن وأهله، وهذامعلوم لدى الجميع، فالإرهاب مرض بيّن واضح لاجدل فيه، كفى الله وطننا وأمتنا شرّه وشر معتنقيه.
=
بيد أن شرور التغريبيين واللبراليين تعكس وجوهاً مظلمةً وكالحة أخرى لوجوه الإرهابيين المتطرفين الذين يلتقون معهم على وجهين بائسين لعملة واحدة تبيع وتشرى بها الذمم والارواح والثوابت والأهواء وأمن الوطن ومكتسباته.
=
ومن البديهي جداً لدى كل ذي لب أن مشروع التغريب الذي أُرسي الكثير من قواعده، يعمل على قدم وساق في نخر وتشويه ثوابت ورموز الأمة والوطن بكل الوسائل المباشرة وغير المباشرة .. ولاريب أن من أليات عبثهم هو التلاعب بخلق الأزمات وافتعالها أثناء نشوب الفتن والحروب، لإشغال الوطن والمواطن حكومة وشعباًعن تحقيق الأهداف المرجوة.
=
وهذا التلاعب المقيت خطر ٌ داهم، على أمننا العام وعلى ثوابتنا وعلى حكومتنا المباركة، وعلى وطننا العزيز الكريم . ولقد كثر العابثون المتلاعبون فهم في كل يوم يتنامون، فالمشروع التغريبي كبير لأنه يواجه مجتمعاًمحافظاً أصيلاً ودستوراً عظيماً .. لو فُعّلَ مثلما أُريد له لأركسهم !
=
ولعلي أتي على .. ذِكر نماذج تغريبية سيئة … وأشد وسائل التغريب خطراً وأكثرهاتهديداً وأقواها نفوذا، بين أطياف المجتمع وشرائحه، وهي على النحو التالي :
=
١- قنوات فضائية تتعمد الإساءة لرموز الدعوة من العلماء والمفكرين والدعاة ، وذلك بالمسلسلات المشوهة لهم ولفكرهم ومنهجهم، وبالتجني عليهم ووصفهم بصفات سوقية، واتهامهم بأنهم محرضون على الإرهاب والداعشية، وعمل البرامج المساندة والمؤيدة لكل هذا التجني، بالإضافة إلى بث مشاهد رومانسية هابطة لإفساد المجتمع مع الغمز واللمز في ثوابتنا ومسلّماتنا .. علماً أنها محسوبة على الإعلام السعودي والمجتمع السعودي الذي هو منها براء، وقناة إم بي سي والعربية وروتانا نماذج لها.
=
٢- صحافة متجنية، تسخّر الكثير من كتّابها ومحرريها للتهجم على علمائنا ودعاتنا ومفكرينا، وبنفس الطريقة التي تنتهجها القنوات الأنفة الذكر، إلا أنها بطرق مقروءة لامرئية لامسموعة، وصحيفة الوطن وعكاظ ( انمذجان لها )
=
٣- كتّابٌ لبراليون، جعلوا همّهم وشغلهم الشاغل مناكفة ومجادلة واتهام أهل الفكر والدعوة والعلم وخصوصاً حين تعصف بالأمة العواصف السياسية والأزمات الدولية والحروب والفتن، من أجل إشغال وإرباك الدولة والمواطن بقضايا أقل أهمية مما هم فيه، على الثغور، وقينان الغامدي ومنصور النقيدان ( انموذجان ) لهم .
=
٤- أدعياء للسلفية، جعلوا جلّ أعمالهم تشويه صور العلماء والدعاة البارزين الذي لهم أثار دعوية واضحة على مستوى العالم ومن الذين نفع الله بهم واتهامهم بالحزبية والتطرف والغلو .. وعبدالعزيز الريس ( انموذجا ) لهم.
=
٥- اكاديميون تغريبيون من كتاب وغيرهم ينبرون في كتاباتهم وتغريداتهم للطعن في الثوابت الدينية والقيم الحميدة حتى قال احدهم، إن الله والشيطان وجهان لعملة واحدة، وتركي الحمد ( انموذجا ) بائسا لهؤلاء.
=
إننا شعب ٌ كريم أبيٌّ محافظ،رضع حب الدِّين والقيم الحميدة والثوابت الإسلامية المعتدلة مع لبن الأمهات منذ الصغر، وعشق الوطن وعشق الأمن فيه وبايع ولاة أمره على السمع والطاعة في المنشط والمكره، ولايقبل تهديدا فكرياً أو أمنيا ضد ديننا وبلادنا وولاة أمرنا، ولاريب أن دعاة اللبرالية والتغريب يهددون عقيدتنا وبلادنا ويحجبون عنا النصر على أعداء الدين والوطن .. أجار الله ولاة أمرنا من النار فهم الذين لاشك سيجيروننا ويجيرون ديننا وبلادنا من شرالأشرار.
=
=
التعليقات