إنساناً متفرداً كأنما يتوشح البياض أو يتوشحه البياض ، مميزاً بوطنٍ هو كل البياض والنقاء والشموخ والتفرد ( سعودياً ) إكتسى منذ بحث البياض عن عنوان أو أرض يسكنها ، فكان السعودي أرض ذلك البياض ، وكانت ( السعودية ) السر الفريد والوحيد لهذه الخلقة المتفردة النقية .
تاتيك مشاعر الجموح بإعلان الإنتماء ، وتشتاق أن تبرز للنجوم والمجرات هويتك هوية هذا الوطن ، تشعر أن لديك تميزاً وتفرداً إلى حد الإنتقاء ، ترفض ضمنا أن تفكر في التبديل أو المقارنة ، بل وتتناسى أن هناك سواك وسوى هذا الوطن المملوء بالخير والكبرياء . تتناقص كل لحظة لديك عوامل النفوذ من الكون إلا لتنفذ كعهدك إلى قلب هذا الوطن الذي نفذ هو الآخر إلى قلبك .
لم تجرب مقارنته مع آخر ، كيفما كان وأينما كان ذلك الآخر ، بل تعود لتدرك بالنسيان أن لاوطن آخر على هذا الكوكب ، بل وإن كان هناك وطناً آخر أو أوطان أخرى فهي لاشك تعيش ( التقزم ) قياساً بهذا الوطن
.
الهامات العالية النقية ، والرايات السامقة الجلية ، والروايات الصادقة المروية ، تنساب متناغمة تحت المصحف النبراس والسيف الذي لايعلوه رأس ، تشربت الوقائع روعة الدين ، وتمسكت الخلائق باليقين ، فكان أن وجدت وطنا مسلماً مؤمناً شامخاً آمناً طاهراً مطهراً ، يباركه الله ، وتحفه الرحمات والبركات ، ويشع للدنيا جميعها بالنور والخير واليقين ، وهو يواصل الإشعاع بأنوار خير دين .
هنا تأتي أنت مميزاً بهذا الوطن ، وفي داخله الوطن يرى نفسه مميزاً بك ، مما يعني أنكما خلقتما لبعضكما ، كغلافيي كتاب نادر ثمين يضم بين دفتيه كوكبة نادرة من قصص الإنتماء والحب والعشق والفداء ، وحكايات لاتنتهي من ترسخ الوطنية والبذل والوفاء .
بعدكما … لاوطنا يزهو … ولا مواطناً يفتخر ، فليس هناك عشق كالذي بينكما ، ولا وفاء كالذي تشربه من وطناً زرعت أنت فيه جذورك فراح يمدك برحيق الأرض النادر ، لتعيده إليه شهداً شهياً بكفك الطاهر وعلى روحك النقية ، كأروع وأجمل ملحمة حب وبذل وولاء ووفاء …
أُسعدت صباحا ومساء ياوطن النور والخير والرخاء .
التعليقات