انتشرت في الآونة الأخيرة عبارة أودت بكثير من السيارات لمراكز التشليح والصيانة وما تبعها من قطع وأجور إصلاح .. وقد يتعدى الأمر لأكثر من ذلك باستخدام المغذيات في أحد المستشفيات والنوم بها إن استعصت الحالة وكان التدريب في بداياته .. وتصدر إشعاعات الخطر كلما اقتربت من تلك المركبة التي تحمل عبارة ( السائق تحت التدريب ) .. وما يزيد الأمر غرابة أن أصبحت شوارعنا ومركباتنا بهذا الرخص لتصبح ميداناً فسيحاً للتعليم والتدريب لمن يعملون في هذه المهنة بلا دراية ولا سابق خبرة في هذا المجال.. وقد تكون رسالة من الكفيل أيضاً للخروج من المسؤولية وتصرفات سائقه الخاص .. وعليك مراعاته وتجنبه وإفساح المجال له فالنظام عنه مرفوع .
روايات وقصص عديدة جراء عبث السائقين القادمين للمملكة بهذه المقدرات دون اكتراث .. فأشخاصٌ ذهبت سياراتهم سُدىً في مهب الريح .. وتحت مظلات التشاليح تستريح .. بعد خروجها من الوكالة وأصبح الابن بلا سيارة على أبيه عاله .. أقساط شهرية مستمرة لعدد من الأشهر الطوال مريرة .. وسببها العبارة المشؤومة ( تحت التدريب ) ،، آخرين سياراتهم أصابتها أضرار جسيمة منهم من قام التأمين بإصلاحها بمبالغ باهضه فهي حديثة عهد بدخولها المملكة .. وما يزيد الطين بله والجرح ألماً أن دخلت دهاليز الصيانة ولم تتعدى بضعة آلاف من الكيلوات ،، آخرين جروحهم غائرة وأعينهم فيما وقعت فيه حائرة .. فحالتهم أصعب ولمنظور الخسارة أبعد .. فتقرير إصلاح السيارة أكبر من سقف التغطية التأمينية ومعها تصبح تالفةً بلا عودة .. ليتجرع صاحبها مبالغاً قٌدمت وأقساطاً دُفعت هباءً منثورا وسببها عبارة ( تحت التدريب ) .. والأدهى والأمر إن استلزمت حالته استخراج غيرها وما زالت عبارة (تحت التدريب) هاجساً في المنام يراوده .. وفي طرقات المدن تلاحقه .. وفي أزقة الأحياء الضيقة تحاصره.
عزيزي الكفيل .. إن كان من حقك أن تستقدم سائق .. فليس من حقك أن تعلمه على حساب سيارات المواطنين وإضفاء أعباء مالية على كاهلهم بخسارتهم ما يملكون وبه ينعمون .. وليس من حق (سائق تحت التدريب) أن يكون مصدر خوفاً لأبنائنا في الشوارع .. وليس فرضاً على شوارعنا أن تصبح مركزاً لتدريب هؤلاء .. وليس من حقنا أن نتركهم يجولون ويخالفون الأنظمة ويتجاوزون التعليمات ونفسح الطرقات لهم تحت مظلة ( تحت التدريب ) .
عزيزي المسؤول بوزارة العمل .. الوطن بحاجة لتشديد إجراءات اختيار السائقين وفق ضوابط منظمة وصارمة لمكاتب الاستقدام لحماية المقدرات والمكتسبات .. فسلامة المركبة ومن فيها للطرفين (الـمُتدرب، والـمُتدرَب عليه) والمشاة كذلك ضرورة ملحة لا مساومة عليها .. ففي المحصلة الأخيرة هي قوى بشرية للوطن واقتصاد … والله من وراء القصد .. والله الموفق ..
التعليقات