الإثنين ١٢ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٥ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

فكرة على شارعين – للكاتب أ. حسن الشمراني

فكرة على شارعين – للكاتب أ. حسن الشمراني

 

يتميز وزراؤنا الكرام بقلة الظهور الإعلامي سواء كان ذلك عبر وسائل الإعلام التقليدية أو عبر منصات الإعلام الجديد ، ولكنهم ما إن يظهروا عبر إحدى هذه الوسائل حتى يأتوا بالعجائب ، وما يلبث أن ينقلب الفرح بظهورهم الإعلامي إلى ألم عميق يتسلل إلى نفوس المواطنين ، وكثيراً ما تأتي تصريحاتهم عند حلول أية أزمة أو بروز أية مشكلة صادمة للمجتمع ومخيبة للكثير من الآمال والتوقعات التي ينتظرها المواطنون من هذا الوزير أو ذاك ، ولعل تصريحات وزير الإسكان الأخيرة حول أزمة السكن خير دليل على ذلك ، ففي الوقت الذي كان ينتظر فيه الكثير من المواطنين توزيع الوحدات السكنية لمستحقيها أو على الأقل جدولة أسمائهم في قوائم الانتظار أتت تصريحات معاليه لتهدم كل هذه الأحلام وتمزق كل أمل جميل كان يداعب أحلام هؤلاء البسطاء.

 “إن مشكلة السكن هي مشكلة فكر” هذا هو ما صرح به معالي وزير الإسكان ولا ندري هل هذا الفكر يحتاج إلى مناهج خاصة يتم تدريسها للمواطنين أو أنه يتوجب عليهم أن يلتحقوا بأكاديميات ومعاهدة متخصصة لتعلم نظريات هذا الفكر والإطلاع على أفضل المدارسة الفكرية في مجال الإسكان وثقافة المسكن.

وإن كان البعض من المواطنين ممن هم في مستوى تعليمي عالٍ يؤهلهم لاستيعاب أبعاد هذه التصريح وحمله على أوجه متعددة كأن يعاد بلورة ثقافتنا المحلية حول السكن وامتلاك بيت العمر وأن هذا الأمر قد يحتاج إلى عشرات السنين حتى يصل المجتمع إلى فكر واحد وثقافة واحدة حول السكن ومعاناته وأبجديات الحصول عليه ، فمن يا ترى سيقنع المواطن العادي والموظف البسيط بجدوى هذا التصريح وأثره على حياته المستقبلية بل معاناته المستقبلية حسب ما يمليه الواقع الحياتي المعيش.

وحسب هرم “ماسلو” للحاجات الإنسانية فإن الابتكار وحل المشاكل وربما ثقافة الفكر والتفكير التي أشار إليها معالي الوزير تأتي في أعلى الهرم بينما الحاجات الفسيولوجية الأساسية وحاجات الأمان بما فيها الأمان الأسري وأمن الممتلكات والذي لا يتحقق عادة إلا بوجود المسكن الآمن تأتي في أدنى السلم الهرمي لـ”ماسلو” وهي الحاجات الأساسية التي يجب إشباعها قبل الوصول إلى مرحلة الفكر والتفكير والابتكار.

وإن كان هناك من فكرة نستطيع الخروج بها من هذا المقال فهو ضرورة عرض قياسات الرأي العام حول مشكلة الإسكان على معالي الوزير قبل التصريح – إن وجدت – وقياسات الرأي العام بعد التصريح لكي يتمكن معاليه من الوقوف على حالات الإحباط وخيبة الأمل التي أصابت قطاعاً كبيراً من مستحقي السكن من المواطنين ، وكذلك حالات التشنج الفكري التي أصابت البعض منهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي جراء ذلك التصريح الشهير الذي أدلى به معاليه.

 

 مقالك248

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *