الإثنين ١٢ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٥ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

فلسفة حُب ! – للكاتب أ. ناصر بن محمد آل عثمان

فلسفة حُب ! – للكاتب أ. ناصر بن محمد آل عثمان

 

 

»ماتت نَبْتَه كان لديها قابليه للنمو؛ لأن مَن زَرَعها مُهمل ليس لديه قابليه للرعاية والاهتمام« هكذا الحب والود والوئام بين البشر، يحتاج إلى تبادل لطيف مستمر لا ينقطع، حتى لا يموت ولا ينتهي.

 

أحدهم يقول: »سارع إلى أن تجعل الأنثى تحبك، فإذا أحبَّتك لا تحبها« ..عجيب! مخادعه وحرق لبساتين الود وقتل لبذرة البراءة .. هذه الفلسفة لا أصل لها، الحب إحسان لا ينقطع، وعطاء غير مجذوذ.

 

من يقرأ القرآن بتدبر ويتأمل في آياته يجد أنه حرَّض على التوسع والزيادة والعطاء المستمر في كل ماهو جميل مِن إحسان ولطف وحب وعطاء حتى في أبسط مقومات السعادة عند إلقاء التحية قال:وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا {ليس هناك نهاية أو حدود أو قيود للمشاعر الجميله والأعطيات البسيطة بل جمالها في أن تدوم وتستمر ببساطه دون تكلف أو تصنّع.

 

نعيش واقع يستحيي من إعلان الحب لكنه لا يجد حرج عند إعلان الكراهية أو إساءة الظن, هذا ليس تعميم -معاذ الله- ولكنه واقع لابد أن نتحدث عنه ابتداءً لتغييره.

 

لا أدري حقيقةً كيف ابتدع مجتمعنا بدعة إخفاء الحب وتجريمه والحياء منه مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أعلن حبه لعائشة رضي الله عنها وتكلم عنه وتتلمذ على هذا أصحابه حيث كان يقول علية الصلاة والسلام لعائشة رضي الله عنها: »يا عائشة إنه ليهون عليّ الموت إنك زوجتي في الجنة« ما أعظمها من ترجمه لحب عظيم وقر في قلب الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم تجاه لحبيبته عائشة رضي الله عنها.

 

أرجوكم .. إملؤا بيوتكم بالحب, علِّموه أبناءكم إملؤا أحرفكم ومنتدياتكم وقلوبكم بالحب, ومن المحزن أن تمتلئ البيوت بالكراهية والنفور والتفكك .. وهنا أختم قبل أن أودعكم بمقوله لنيلسون مانديلا حيث يقول: »إذا كان يمكن أن يتعلم الناس البُغض, فمن الممكن تعليمهم الحب, فالحب يدخل قلب الإنسان بطريقة طبيعية أكثر مِن نقيضه «.

 

 

مقالك248

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *