صحيفة النماص اليوم :
تعود أهمية محافظة بيشة إلى موقعها الفريد الذي يربطها بالمنطقة الوسطى والغربية والجنوبية، وتمركزها بين أربع مناطق رئيسية وهي الوسطى والغربية والباحة ونجران وعسير، وبالتالي كانت فيما مضى ومنذ مئات السنين أهم نقطة ربط بين الحجاز ونجد شمالاً وبين جنوب الجزيرة العربية، حيث عرف عن بيشة تاريخها التجاري وخطوطها المختلفة التي كانت مأوى للمسافرين من الشمال والجنوب. وتعد محافظة بيشة التي تحتل موقعا استراتيجياً مهماً على طرق التجارة القديمة من جنوب الجزيرة العربية إحدى محطات قوافل التجارة القادمة، وكان يمر بها أحد فروع الطريق التجاري الدولي الشهير والمعروف بدرب البخور الذي كان يربط بين جنوب الجزيرة وشمالها من جهة، ويربطها بدول حوض البحر المتوسط من جهة أخرى. وعُرف درب البخور في رحلات الأبحاث والتنقيب عن آثار جزيرة العرب، وأشغل هذا الطريق الكثير من الباحثين باعتباره شرياناً اقتصادياً، وعلامة حضارية تدل على القرون الميلادية الأولى في أرض شبه الجزيرة. وأفاد العديد من الباحثين والعلماء أن سبب تسمية هذا الدرب بدرب البخور يعود إلى أن بضائع التجارة التي كانت تنتقل عبر هذا الطريق من جنوب الجزيرة العربية إلى مكة المكرمة وبلاد الشام أو إلى نجد فالأحساء والبحرين كانت تتميز بكميات البخور الكثيرة والفاخرة ذات الجودة المشهورة إبان تلك العصور، لا سيما وأن بيشة قديماً كانت مركزاً تسويقياً فريداً لكافة التجار القادمين من الشمال والشمال الشرقي حتى يصلوا إلى الجنوب، وتعود أيضاً أهمية بيشة التاريخية كونها ممراً للحجاج والمعتمرين وزوار بيت الله الحرام للقادمين من جنوب الجزيرة العربية. ويعد طريق الرياض الرين بيشة من أهم العوامل التي دعمت قطاع التنمية في محافظة بيشة، ويسهم في تطوير آفاق الإستثمار ويربط المنطقة الوسطى والشمالية والشرقية بالمنطقة الجنوبية لا سيما وأنه الطريق الإستراتيجي الوحيد الذي يربط دول الخليج العربي بالمنطقة الجنوبية .
التعليقات