صحيفة النماص اليوم :
خلص الاجتماع الأول لمجلس التنمية السياحية في منطقة مكة المكرمة إلى العمل على إنجاز مشاريع التنمية السياحية لخدمة سكان وزوار المنطقة كتحسين وتطوير استراحات الطرق وإحداث نقلة نوعية في مستوى النظافة والخدمات التي تقدمها هذه المواقع، والعمل على تحديد واجهات بحرية لمكة المكرمة وجدة في المناطق البحرية غير المستغلة، وإيجاد مشاريع سياحية عليها لتكون متنفسا جديدا لأهل المنطقة، إضافة إلى العمل على تنمية المحافظات الأخرى وإيجاد مشاريع سياحية متنوعة فيها.
واطلع المجلس خلال اجتماعه الذي يعقد لأول مرة -على مستوى المنطقة- على أهم المبادرات التي تتبناها الدولة ممثلة في الهيئة العامة للسياحة والآثار لتنمية السياحة الداخلية، واستعراض النماذج الاستثمارية الجديدة في المشاريع السياحية المتكاملة وفي مقدمتها مشروع تطوير العقير ومدى استفادة منطقة مكة المكرمة من نموذج المشروع في مشاريع المنطقة.
وتناول الاجتماع سبل تطوير الأنشطة السياحية وبرامج المشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية ”تكامل” لدعم الشباب وتأهيلهم للمهن السياحية، واستفادتهم من فرص العمل التي ستوفرها البرامج السياحية الجديدة، خاصة برنامج ”سياحة ما بعد العمرة”، والبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات، والمشروع الوطني للحرف والصناعات اليدوية وغيرها.
وشدد الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة خلال ترؤسه الاجتماع أمس الأول في مكة المكرمة، على وجوب دراسة تفعيل دور المنطقة في احتضان المؤتمرات والمعارض، مؤكداً ضرورة الاهتمام بجبلي النور وثور في مكة المكرمة التي سبق وأن صدر في حقهما مرسوم ملكي للاهتمام بهما وتطويرهما، كما شدد على أهمية العمل على توطين الوظائف في الفنادق بالعاصمة المقدسة والالتزام باللغة العربية للتعامل مع المعتمرين والحجاج. وحضر الاجتماع الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، والأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة، والدكتور عبد العزيز الخضيري وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة، وأمناء مكة وجدة والطائف وأعضاء المجلس، ومديرو القطاعات الحكومية في المنطقة.
وأكد أمير منطقة مكة المكرمة أن المنطقة تعد من أهم المناطق التي تتمتع بمقومات سياحية كبيرة وتنوع في طبيعتها، ما يساعد على المضي في تنميتها سياحيا.
من جهته أوضح الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز خلال كلمته في الاجتماع أن الهيئة حريصة على تنمية السياحة في منطقة مكة المكرمة انطلاقا من مكانتها وما تختزنه من مقومات تاريخية وسياحية فريدة.
مشيداً بالجهود التي بذلها ويبذلها أمير المنطقة في مجال السياحة، مؤكداً أنه الرجل الأول الذي اهتم بالسياحة حينما كان في منطقة عسير التي أصبحت من المناطق السياحية الرائدة.
وأكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في تصريح صحافي أن الهيئة تعمل بالتعاون مع مجلس التنمية السياحية وبمتابعة من أمير منطقة مكة المكرمة رئيس المجلس على إحداث نقلة نوعية ملموسة في الخدمات والمشاريع السياحية خلال السنوات الثلاث المقبلة وهو ما سينعكس إيجابا على نمو السياحة في المنطقة.
وبين أن الخطة التنفيذية لتنمية السياحة في محافظات منطقة مكة المكرمة سوف تحتوي على منظومة من المشاريع الرائدة والكبيرة لرفع مستوى الخدمات يقابلها العديد من البرامج والفعاليات السياحية، موضحا أن هناك طلبا عاليا على السياحة يجب أن يقابله خدمات وإيواء سياحي وبرامج سياحية متميزة.
من جهته ذكر محمد بن عبد الله العمري المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة مكة المكرمة أمين المجلس :
أن تقرير جهود ومبادرات الهيئة في منطقة مكة المكرمة أوضح أن الهيئة أصدرت 1821 ترخيصا لمنشآت سياحية في منطقة مكة المكرمة، وفي مجال الحرف اليدوية قامت الهيئة من خلال البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية بالعمل على دعم الحرفيين في جدة والعمل مع الأمانة في إيجاد مواقع لعرض منتجاتهم، وتطوير سوق الأسر المنتجة في مكة المكرمة.
وفي محافظة الطائف قامت الهيئة بإنشاء مركز الإبداع الحرفي في قصر شبرا التاريخي، وتطوير أسواق الحرف والصناعات اليدوية بوسط الطائف، وتطوير مركز الحرف والصناعات اليدوية في قصر الكاتب.
وفي مجال التوعية المهنية قامت الهيئة من خلال المشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية ”تكامل” بتنفيذ ثمانية برامج توعوية وتدريبية في عدد من المجالات السياحية استفاد منها أكثر من 3100 شخص في مختلف محافظات المنطقة.
وأضاف العمري أنه فيما يتعلق ببرنامج ”سياحة ما بعد العمرة” فقد بذلت الهيئة أخيرا جهودا تتعلق بتفعيل البرنامج حيث بدأ منظمو الرحلات السياحية بتطوير البرامج السياحية واعتمادها من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار التي تتم من خلال الموقع الإلكتروني الخاص بمنظمي الرحلات السياحية الذي يربط الإدارات المعنية في الهيئة لتنفيذ البرامج السياحية، كما نسقت الهيئة لقيام شركات ومؤسسات العمرة بالتسويق للبرنامج السياحي المعد من منظم الرحلات السياحية ضمن برنامج العمرة في حملاتها الترويجية، إضافة إلى تحفيز شركات العمرة على استخراج تصاريح تنظيم رحلات سياحية، ما يساهم في تطوير هذا النوع من البرامج السياحية.
وكان الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة قد أصدر موافقته في رجب 1433هـ على تشكيل مجلس التنمية السياحية في المنطقة برئاسته.
ويعمل المجلس على وضع رؤية عامة للتنمية السياحية في المنطقة، وتحديد أولويات المشاريع السياحية لإدراجها في ميزانيات الجهات المعنية وخططها لتطوير المنطقة، واعتماد البرامج الزمنية لتنفيذ المشاريع السياحية في المنطقة والخدمات المساندة وتنسيق تنفيذها، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في التنمية السياحية ودعمه وتسويق المنتجات وتطوير الخدمات المساندة وتوفير الكوادر البشرية المؤهلة واعتماد التقارير الدورية للنشاط السياحي.
التعليقات