الإثنين ١٤ يوليو ٢٠٢٥ الموافق ١٩ محرم ١٤٤٧ هـ

أموال أوروبا تفّر من الأزمة الى دول الخليج

أموال أوروبا تفّر من الأزمة الى دول الخليج

 

صحيفة النماص اليوم  :

 

تشهد القارة الأوروبية موجة هروب للأموال والودائع ورجال الأعمال استفادتمنها بصورة لافتة منطقة الخليج التي صمدت أمام الأزمة الاقتصادية وبدتالأقل تضرراً منها، حيث تهيمن المخاوف على المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموالفي أوروبا، وخاصة في قبرص، من خسارة أجزاء كبيرة من أموالهم بسبب الضرائبوالاقتطاعات المحتملة التي فرضتها الأزمة.

 

وكانت قبرص قد مثلت مفاجأة للعالم بتوصلها إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبيوصندوق النقد الدولي للحصول على حزمة إنقاذ سيتم تمويل جزء منها من أموالالمودعين في المصارف القبرصية، ليتم لأول مرة في أوروبا خصم اقتطاعاتحكومية أو فرض ضرائب على الودائع المالية في البنوك، وهو ما أثار مخاوفواسعة في قبرص وفي القارة الأوروبية من انتقال العدوى إلى أكثر من دولة.

 

واستفادت دول الخليج العربية، وخاصة إمارة دبي بشكل خاص، من موجة هروبالأموال التي تشهدها القارة الأوروبية، حيث تؤكد مصادر متعددة وجود تدفقمالي من أوروبا وقبرص إلى الخليج، فيما يقول محللون إن ما يؤكد هذا التدفقهو الانتعاش الذي بدأ تسجيله في أسواق الأسهم والعقارات الإماراتيةوالخليجية.

 

وقال رئيس اتحاد المصارف العربية عدنان يوسف في تصريح خاص لـ”العربية نتإن هناك حركة أموال ملحوظة نحو منطقة الخليج مصدرها ليس فقط قبرص، وإنما مندول أوروبية عديدة.

 

وأكد يوسف أن هذا التدفق المالي الأوروبي إلى الخليج أعطى دفعة قوية إلىأسواق المنطقة، مشيراً إلى أن “هناك كميات كبيرة من الأموال تنتقل منذ فترةمن القارة الأوروبية إلى منطقة الخليج“.

 

وأكد يوسف أن أسواق العقار وأسواق الأسهم هي أكبر المستفيدين من حركةالأموال التي تتدفق على منطقة الخليج، حيث بدأ هذان القطاعان يشهدانانتعاشاً ملموساً، وبدأت التداولات ترتفع فيهما نتيجة قدوم هذه الأموال.

 

ويرى يوسف أن مجرد انتقال هذه المبالغ المالية من أوروبا إلى الخليج يمثلعاملاً إيجابياً لاقتصادات المنطقة، عموماً، وتستفيد منه كافة أسواق الخليج

 

ويتفق مع يوسف المحلل المالي وعضو جمعية الاقتصاد السعودية محمد العمرانالذي أكد لـ”العربية نت” أن الارتفاع في أحجام التداول بأسواق الأسهمالإماراتية والكويتية على وجه الخصوص مرده إلى تدفق الأموال الأوروبيةالهاربة من قبرص والهاربة من عمليات إعادة تنظيم الضرائب الجارية حالياً فيأوروبا والولايات المتحدة.

 

وبحسب العمران، فإن إمارة دبي هي أكثر المستفيدين من هذه الأموال، تليهاالكويت، وهذا ملموس من ارتفاع أحجام التداول في الأسهم والعقارات في هذينالبلدين.

 

ويقول العمران إن قطاعي الأسهم والعقارات هما الأكثر استفادة من الأموالالتي تدفقت من أوروبا إلى منطقة الخليج وتسببت بطفرة واضحة وملموسة، خاصةفي إمارة دبي

 

ترتيب القوانين

ويشرح العمران ما يجري في العالم بقوله إن هناك موجة لإعادة ترتيبالقوانين الضريبية في كل من الولايات المتحدة وأوروبا، تسببت بها الأزمةالمالية وأزمة الديون السيادية، وتشمل إعادة ترتيب الشركات ومراقبة الملفاتالضريبية لها، وملاحقة المتهربين من الضرائب، وتقييد الملاذات الضريبية،وهذه الموجة تثير القلق في أوساط المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال، وهو مايدفع بكثير من هذه الأموال إلى المنطقة العربية.

يشار إلى أن حجم السيولة في أسواق الأسهم الإماراتية شهد ارتفاعاًملحوظاً في الأسابيع الأخيرة، كما أن تداولات العقارات في دبي شهدتارتفاعاً كبيراً أدى إلى ارتفاع الأسعار، كما يجمع عليه غالبية المحللين فيالإمارات.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *