الأربعاء ٢٧ أغسطس ٢٠٢٥ الموافق ٤ ربيع الأول ١٤٤٧ هـ

الانضباط سر تقدم الأمم ونهضتها! – بقلم الكاتب أ. محمد آل مخزوم الغامدي

الانضباط سر تقدم الأمم ونهضتها! – بقلم الكاتب أ. محمد آل مخزوم الغامدي

يُعد الانضباط الركيزة الأساس في تقدم الأمم ونهضتها، وانطلاقاً من هذا المبدأ اعتمدت وزارة التعليم برنامج حضوري للمعلمين هذا العام لإبراز قيمة الانضباط في المؤسسات التربوية لكل منسوبيها، لا سيما المعلمين الذين هم قدوة لغيرهم في كل الميادين.

ويأتي تقنين مدة الغياب للطلاب بما لا يتجاوز (10%) خلال العام الدراسي كإجراء تربوي يهدف إلى رفع مستوى التحصيل لدى الطلاب، ويُعزِّز مكانة المؤسسات التعليمية، ويرفع من قيمة العلم وأهله، ويغرس في نفوس الناشئة مبدأ المواظبة والانضباط.

في ذات السياق، فإن الانضباط لا يقتصر على التعليم والمؤسسات التربوية، بل يشمل كافة مناحي الحياة؛ فالأسرة هي المدرسة الأولى التي يتعلم منها الأبناء السلوك والانضباط، ومن أهم مظاهر الانضباط بالأسرة، تنظيم الوقت، وتوزيع المسؤوليات، والحوار الأسري، وإبراز القدوات، والالتزام بالمواعيد.

أما عند الحديث عن الانضباط في المجتمع، فيشمل التقيد بالقوانين والأنظمة، واحترام المواعيد، والالتزام بثقافة الطابور، والتطوع والمشاركة في الأنشطة المختلفة، والتعاون بين أفراد المجتمع، واحترام العابرين في الطريق، والقيادة وفق الأنظمة المرورية، وعدم التعدي على حقوق الآخرين.

في بيئة العمل يتطلب الانضباط الالتزام بساعات الدوام الرسمي، وإنجاز المهام الموكلة بإتقان في الوقت المحدد، والتعاون بين الموظفين بروح الفريق الواحد، والالتزام بأدب الحديث مع المسؤول، وتجنب الصراعات الشخصية أو السلوكيات السلبية، والتقيد بالزي الرسمي.

أما الانضباط مع البيئة المحلية فيشمل المحافظة على النظافة العامة، وعدم رمي المخلفات أو القاذورات في الأماكن العامة كالحدائق والمنتزهات والشوارع، وحماية الغطاء النباتي بعدم قطع الأشجار، والالتزام بالقوانين التي تُنظِّم الصيد والرعي والاحتطاب، والمحافظة على المحميات الطبيعية.

خلاصة القول: الانضباط سلوك صادر من الفرد أو المجتمع يقوم على الالتزام بالنظام، واحترام القوانين، واتقان المهام؛ فعندما يصبح الانضباط سلوكاً نمارسه بفعالية، حتماً سوف يُسهم في تحسين الأداء، وتحقيق الجودة، وزيادة الكفاءة والإنتاجية، والتقدم في كل مناحي الحياة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *