طالب بإقامة مطار يخدمها كوجهة سياحية سجلت نفسها الأفضل
صحيفة النماص اليوم – بندر علي الشهري :
طالب الكاتب ماجد الجريوي بإقامة مطار إقليمي يخدم محافظة ( النماص ) كوجهة سياحية سجلت نفسها الأفضل للكثير من الزوار والسياح هذا الصيف، وجاء ذلك في مقالته المنشورة يوم أمس الخميس بصحيفة (الوطن) والتي جاءت بعنوان “نماص البارود والمطر” وورد فيها التالي : في أعالي السراة، حيث يعانق الضباب قمم الجبال وتتناثر رائحة الكادي مع نسيم الفجر، هناك النماص ليست كأي أرض ، بل حكاية مجد تُروى على وقع «المدقال» ونغمات البارود، ذاك الذي لا يشعل نيران الحروب ، بل يوقد فخر الرجال ، ويوقظ ذاكرة العادات والتقاليد . إنها نماص البارود والمطر ، بارود لا يعرف الدمار ، بل يعرف الكرامة ، بارود الأمان لا العدوان ، تتزين به مواكب الفخر في أفراح رجال الحجر ، وتُخط به سطور التاريخ في كل احتفال ومناسبة .. في النماص، لا يعلو صوتٌ على صوت التراث ، ولا يُرفع سلاح إلا فرحًا في ساحات المجد في صيفٍ ازدحمت فيه الوجهات السياحية ، لمع نجم محافظة النماص كأكثر المدن إشراقًا وجاذبية . بطبيعتها الخلابة ، وأجوائها المعتدلة، وتراثها العريق ، أصبحت النماص الوجهة المفضلة للمصطافين هذا العام ، لتتربع على عرش السياحة الصيفية في المملكة.. تمتاز النماص بمرتفعاتها الخضراء وجبالها الشاهقة ، وهذا متنفس صيفي للهاربين من الأجواء الحارة . أما عن الإرث الثقافي والتاريخي فهي تضم عديدًا من القرى التراثية والمتاحف ، والشعاف ، والقصور القديمة مثل قصور العسابلة التي تجذب المهتمين بالتاريخ والعمارة التقليدية ، وتعد النماص من المحافظات التي ينعم فيها السكان والزوار بالأمن والسكينة كباقي مدن المملكة ، وهو عنصر رئيس في تعزيز جودة الحياة. إضافة إلى الإقبال السياحي المتزايد فخلال السنوات الأخيرة ، أصبحت النماص وجهة مفضلة للسياحة ، ورغم هذه المميزات ، فإن المحافظة لا تزال تعاني بعض التحديات التي تعيق اكتمال صورتها كمدينة متكاملة لعل أبرزها غياب المطار ، فتعد النماص من المحافظات السياحية النامية ، لكن عدم وجود مطار فيها يجعل الوصول إليها مرهقًا ، خصوصًا للزوار القادمين من خارج المنطقة ، لذا فوجود مطار إقليمي سيكون خطوة استراتيجية تعزز من سهولة التنقل ، وتفتح آفاقًا اقتصادية ، واستثمارية ، وسياحية ، واسعة . كذلك في فصل الصيف ، ومع تزايد أعداد السكان والزوار ، تعاني النماص من أزمة في توفير المياه ، حيث يضطر السكان للاعتماد على «الوايتات» التي غالبًا ما تتأخر ويصعب الحصول عليها ، وهذه المشكلة تؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة وتستدعي تدخلًا عاجلًا وحلولًا دائمة ، ومع ازدياد الضغط السياحي وبشكل ملحوظ عامًا بعد عام ، تحتاج المدينة إلى تعزيز خدماتها مثل الفنادق ، والطرق ، والمرافق العامة ، والمستشفيات ، بما يواكب تطلعات سكانها وزوارها ، وهنا نرفع الشكر والتقدير لمسؤولي المحافظة ورجال الأعمال لدورهم الفاعل في تطوير النماص .. ما تحقق هو ثمرة تعاون حكومي- خاص نأمل استمراره بوتيرة أسرع . تزايد الإقبال السياحي وموقع النماص المميز يفرضان واقعًا يتطلب دعمًا حكوميًا واستثماريًا ، خصوصًا في مشاريع كإنشاء مطار ، وتحسين المياه ، وتوسعة الطرق والخدمات السياحية ، لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 ورفع جودة الحياة ، فالنماص ليست مجرد محافظة جميلة في جنوب المملكة ، بل هي وجهة مستقبلية تحمل مقومات النجاح ، وتنتظر من يلتفت لها بالاهتمام الذي تستحقه . الاستثمار في النماص ليس خيارًا ، بل ضرورة ، من أجل حاضر مزدهر ومستقبل مشرق لأهلها وزوارها على حد سواء .
التعليقات