في أعالي السراة، حيث يعانق الضباب قمم الجبال وتتناثر رائحة الكادي مع نسيم الفجر، هناك النماص ليست كأي أرض، بل حكاية مجد تُروى على وقع «المدقال» ونغمات البارود، ذاك الذي لا يشعل نيران الحروب، بل يوقد فخر الرجال، ويوقظ ذاكرة العادات والتقاليد.
إنها نماص البارود والمطر، بارود لا يعرف الدمار، بل يعرف الكرامة، بارود الأمان لا العدوان، تتزين به مواكب الفخر في أفراح رجال الحجر، وتُخط به سطور التاريخ في كل احتفال ومناسبة. في النماص، لا يعلو صوتٌ على صوت التراث، ولا يُرفع سلاح إلا فرحًا في ساحات المجد
في صيفٍ ازدحمت فيه الوجهات السياحية، لمع نجم محافظة النماص كأكثر المدن إشراقًا وجاذبية. بطبيعتها الخلابة، وأجوائها المعتدلة، وتراثها العريق، أصبحت النماص الوجهة المفضلة للمصطافين هذا العام، لتتربع على عرش السياحة الصيفية في المملكة.
تمتاز النماص بمرتفعاتها الخضراء وجبالها الشاهقة، وهذا متنفس صيفي للهاربين من الأجواء الحارة. أما عن الإرث الثقافي والتاريخي فهي تضم عديدًا من القرى التراثية والمتاحف، والشعاف، والقصور القديمة مثل قصور العسابلة التي تجذب المهتمين بالتاريخ والعمارة التقليدية.
وتعد النماص من المحافظات التي ينعم فيها السكان والزوار بالأمن والسكينة كباقي مدن المملكة، وهو عنصر رئيس في تعزيز جودة الحياة. إضافة إلى الإقبال السياحي المتزايد فخلال السنوات الأخيرة، أصبحت النماص وجهة مفضلة للسياحة.
وهنا نرفع الشكر والتقدير لمسؤولي المحافظة ورجال الأعمال لدورهم الفاعل في تطوير النماص.. ما تحقق هو ثمرة تعاون حكومي- خاص نأمل استمراره بوتيرة أسرع. تزايد الإقبال السياحي وموقع النماص المميز يفرضان واقعًا يتطلب دعمًا حكوميًا واستثماريًا، خصوصًا في مشاريع كإنشاء مطار، وتحسين المياه، وتوسعة الطرق والخدمات السياحية، لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 ورفع جودة الحياة.
فالنماص ليست مجرد محافظة جميلة في جنوب المملكة، بل هي وجهة مستقبلية تحمل مقومات النجاح، وتنتظر من يلتفت لها بالاهتمام الذي تستحقه. الاستثمار في النماص ليس خيارًا، بل ضرورة، من أجل حاضر مزدهر ومستقبل مشرق لأهلها وزوارها على حد سواء.
التعليقات