نظام الحضور والانصراف بالبصمة ليس جديداً على الاطلاق، هذا النظام يضبط الدوام في كل القطاعات العامة والخاصة على حدٍ سواء؛
أدركت وزارة التعليم مؤخراً أهمية استخدام هذا التطبيق لمنسوبيها في كافة مدارس التعليم العام، فهو نظام الكتروني يُحدِّد الوقت بدقة تامة عن طريق نبرة الصوت والصورة ويرصد كل العمليات بدءاً من الحضور صباحاً حتى نهاية الدوام الرسمي.
تباينت آراء المعلمين حول فوائد استخدامه، أبرز تلك الفوائد كما يراها المؤيدون، ضبط العملية التعليمية، ورفع الحرج عن قادة المدارس، واستثمار أوقات المعلمين في المدرسة بكافة المناشط، والعدالة والمساواة لكل المنسوبين بالتقيد بالدوام في الوقت المُحدد، وتخفيف العبء على المعلمين المنتظمين في الحضور من حصص الاحتياط.
بعض المعلمين الذين اتخذوا من التعليم عملاً وظيفياً وليس رسالة، سوف يؤدي استخدام هذا التطبيق على الحد من تسربهم خارج مدارسهم عند فراغهم، والانتظام مبكراً بالحضور مع طابور الصباح، والقيام بواجباتهم التعليمية داخل المدارس على الوجه الأكمل، ناهيك عن رصد عمليات المواظبة بدقة تامة وهو ما ينعكس على الترقيات بالسلم التعليمي الذي سيؤثر على مستقبلهم الوظيفي سلباً أو إيجاباً.
الحقيقة أن هذا التطبيق نقلة نوعية في تنظيم الدوام، قبل تطبيق هذا النظام كانت قضية الدوام المدرسي تعود لمديري المدارس بين التشدد الزائد أو الإهمال والتهاون؛ تلعب العلاقات الشخصية والمحاباة دوراً كبيراً في الحضور والانصراف، وقد يتم غض الطرف عن بعض أو كل الالتزامات الواجبة على المعلم في عمله، وربَّما يكلف بعض المعلمين من العمل فوق الطاقة، أو يخضعون للمساءلة وفق اعتبارات شخصية.
ختاماً: رسالة ونداء لكافة المعلمين بالإخلاص في العمل، فالتعليم مهنة الأنبياء والمرسلين، ورد في الحديث الشريف عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال (إنَّ الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها والحوت في البحر ليصلون على معلمي الناس الخير)..
فعندما يستشعر المعلم هذا الفضل فإنه سيؤدي رسالته على الوجه الأكمل ابتغاء الأجر والثواب من الله دون النظر لقوانين الأرض، فقد جعل الله نصب عينيه مستذكراً قول الله تعالى “إنَّ الله كان عليكم رقيباً” (النساء:1)
التعليقات