الإثنين ١٥ سبتمبر ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ ربيع الأول ١٤٤٧ هـ

مانبغى الديرة ! – بقلم الكاتب أ. بندر بن علي الشهري

مانبغى الديرة ! – بقلم الكاتب أ. بندر بن علي الشهري

من يُصدق أنه ورغم الأجواء الساحرة والطبيعة الخلابة والتي تتزامن مع توالي سقوط أمطار الخير والرحمة هذه الأيام في محافظة النماص إلا أنك قد تسمع من أحد أبناءك العبارة المعنونة بالأعلى ، بالطبع أي شخص في منطقة تقترب درجات الحرارة فيها من الـ 50 ْ خاصة في هذا الشهر المعروف بـ «أغسطس اللهاب» سيقول فورًا “احمدوا ربكم بس ..

وكيف لأحد مثلكم ينعم بمثل تلك الأجواء أن يُفكر مجرد التفكير بأن يقطع إجازته مثلًا وأن يعود للحر والرطوبة” ، ولكن هذا بالضبط مايحدث ويتكرر مع كثيرين في كل صيف وينغص عليهم إجازتهم في محافظة النماص والمراكز والقرى المجاورة والتابعة لها ، بل لك أن تتخيل أن هناك ومن زوار النماص من حجز بالمنطقة لعدة أيام قبل أن يُقرر وأمام ضغط ذات العبارة قطع اجازته والعودة من حيث أتى! ، ولكن مالذي يدعو الأطفال بل وحتى الشباب والكبار إلى التذمر والوصول للمطالبة بقطع الإجازة بشكل مفاجىء؟ ، وهل السبب منطقي ومقنع؟ أم فقط دلع عيال ونحوه؟ ، وهنا سأُجيب على التساؤل ولكم الحكم .

*المشكلة الأزلية والتي تتكرر ومع كل إجازة صيفية وتتفاقم بشكل أقوى عند اكتظاط المنطقة بالزوار تعود إلى ضعف وسوء تغطية شبكة الاتصال (مكالمات وأنترنت) ، حيث يُعاني أهالي المناطق التالية النماص ، وسبت العلاية ، وتنومة ، والسرح ، ووادي زيد ، وبني عمرو ، وبللسمر ، وبللحمر ومنذ سنوات من ضعف التغطية وانقطاع الشبكة المتكرر ، وهو ما يؤثر دومًا على مصالحهم وحاجاتهم اليومية والعملية المرتبطة بالاتصالات والأنترنت ، والجميع يعلم بأن معظم الإجراءات الحكومية الآن تحتاج إلى خدمة الأنترنت بشكل سريع وقوي لانجاز معظم المهام والخدمات مثل “منصة التعليم مدرستي ، المحاكم ، البلدية ، المستشفيات ، خطوط الطيران ، التسجيل في الكليات والجامعات وغيرهها ” والشبكة بوضعها الحالي ضعيفة جدًا ولا تفي بالغرض ، وأنا شخصيًا وقفت على حالات للتسجيل عبر منصة “قبول” الجامعية أو الكليات العسكرية أو غيرها من تسجيلات أو مواعيد أو حجوزات طيران احتاج إتمامها لأكثر من يوم وليس لبضع ثواني حيث اضطر (المُسجل) للانتقال من موقع لأخر ومن صعود جبل لمثله أملًا في التقاط “شبكة ولو جبر خاطر” قبل أن تفشل كل المحاولات ويقرر العودة أدراجه ثم المغادرة باليوم التالي لمحافظة قريبة أخرى لإكمال اللازم ، وهناك من يلجأ للاستعانة بصديق أو لأحد الأقارب في منطقة أخرى لعمل أو إنجاز الخدمة المطلوبة ، وهناك من يضطر للتأخر في التمتع باجازته السنوية حتى يضمن إنتهاء التسجيلات سابقة الذكر خوفًا من فواتها للسبب ذاته .

*بعد كل هذا .. ياتُرى هل تلومون الجيل الحالي حين يُردد : “يا بابا مانبغى نروح الديرة” ؟!

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *