عندما تباشر دولة إسرائيل المحتلة الاعتداء على دولة ذات سيادة تبعد عن حدودها أكثر من 2000 كم مخترقة أجواء دول لا تربطها معها علاقة دبلوماسية أو اتفاقيات دولية يعد انتهاكا لكل الأعراف والقوانين الدولية، وهذا ما ترفضه كل الدول المحبة للسلام.
إيران ليست أقل سوءا ولكنها تستخدم أذرعها من الخونة والعملاء، وتزرع مذهبهم الرافضي في هذه المجموعة التي انساقت وراء رغبات دولة إيران لنشر الفوضى في شعوب المنطقة وتسويق مذهبهم الذي يتعارض مع الدين الإسلامي نصا ومضمونا، لكنهم ينطقون الشهادة مع شركهم، فهم أقرب الى الإسلام من اليهود الصهاينة المحتلين لأرض فلسطين العربية والتي تضم المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين..
ولهذا فنحن نشجب ونستنكر هذا الاعتداء الغاشم على دولة إيران، لكن هذا لا يعني أن إيران لم تكن سببا مباشرا في هذه الحرب وهي من تسببت في أحداث 7 أكتوبر، وزرع حزب الشيطان في لبنان والحوثيون في اليمن، وهي من قتل زعماء وعلماء السنة، ومن شرد الملايين من العراقيين، ومن شكل الحشد الشعبي للسيطرة على مقدرات العراق الاقتصادية، وقسم العراق الى طوائف وملل وأصبحت سيادة الدولة العراقية منقوصة، ولا نملك إلا أن نقول اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين.
لقد تلقت إسرائيل ضربة موجعة ومؤلمة جزاء بما أغرقوا به غزة من الصواريخ والقذائف والتدمير والتخريب والتهجير حتى أصبحت تل أبيب وحيفا والقدس والنقب وبئر السبع ونتانيا ورام الله ومناطق أخرى تشرب من الكأس الذي أسقت به سكان غزة العزل المحاصرين، فالله المنتقم ولن يفلتوا من عقاب الله وهذه إيران قد نالت ما تستحقه على يد إسرائيل وأمريكا لقاء ما اقترفوه من قتل وتشريد لأهل السنة في العراق وسورية ولبنان واليمن وإن غدًا لناظره قريب.
ولن تفلت إسرائيل وإيران ومن شايعهم من عقاب الله الذي لا قدرة لأحد أي أحد على رده لقاء ما اقترفوه بحق العرب السنة في منطقتنا العربية، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله. لقد سقطت أسطورة القبة الحديدية والدولة التي لا تقهر، كما سقطت أسطورة المفاعلات النووية في إيران، واستبيحت أجواءها وأراضيها واغتيل قياداتها وعلماؤها، ودمرت منشآتها العسكرية والاقتصادية والعلمية والبحثية، وكما قال الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: ( إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته)، ثم قرأ قوله تعالى: (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد).
وهكذا توقفت الحرب بين إيران وإسرائيل بعد أن نال كل منهما جزاؤه بما يستحق والقادم اسوأ لكل ظالم وطاغية، وموقف دول مجلس التعاون من هذه الحرب موقف ينسجم مع رؤية المملكة العربية السعودية، ومما لاشك فيه أن إيران سوف تسعى لتكون أكبر قوة منها قبل الحرب..
وهذا أمر يدركه خبراء السياسة، لكنه لن يكون من صالح إيران لأن هذه السياسة سوف تعطل حركة التنمية والتطور في إيران لانشغالها بقدراتها العسكرية، والتي سوف تتعرض للتدمير مرة أخرى ليبقى جهد إيران محل مناقشة وجدال لدى الشعب الإيراني للسعي لإسقاط هذا النظام الذي جعله يعيش حالة من الاضطراب والقلق والفقر لقاء العقوبات الدولية، وعدم الثقة بالنظام الإيراني لأطماعه التوسعية وإعادة بناء وتطوير أذرعه في المنطقة، وهذا أمر لم يعد مقبولا لدى اسرائيل وأمريكا وأوروبا ودول المنطقة.
قبل الختام: اللهم احفظ بلد الحرمين الشريفين قيادة وحكومة وشعبا وأرضا وبحرا وفضاء من كل سوء ومكروه، والحمد لله رب العالمين.
التعليقات