بالرغم من المجهودات الكبيرة التي تقوم بها إدارات المرور في عموم المدن السعودية من أجل تعزيز السلامة المرورية، ومحاولة تخفيف الازدحام، والتقليل من الحوادث، إلا أن تلك المجهودات قد يصاحبها بعض الملاحظات السلبية التي لا تنتقص إطلاقًا من عمل وواجبات المرور الفاعلة على مدار الساعة… الملاحظة سبق لي – ولغيري – أن كتبنا عنها وأشرنا إليها، ولا أحد يستجيب للتفكير في إعادة النظر حول ذلك.
الملاحظة هي ما يحدث في التقاء مداخل الخطوط الفرعية مع الطريق العام، حيث نجد دورية المرور تقف بشكل معترض في وسط الطريق لتضييق المسارات القادمة من الخط الفرعي، وحصرها في مسار واحد فقط يلتقي بالطريق العام. وقد ناقشت هذه النقطة سابقًا مع بعض ضباط المرور الأكارم، فقالوا: “إن ذلك الإجراء هو من أجل تخفيف الازدحام على الطرق العامة”.
وفي اعتقادي أن هذا التبرير لا يعالج مشكلة الازدحام على الطريق العام، وإنما ينقلها من الطريق العام إلى الخط الفرعي، مع ما يصاحب ذلك من ربكة في السير وتراكم المركبات القادمة من الخط الفرعي في أكثر من مسار، ثم تفاجأ بعرقلتها وحصرها في مسار واحد للدخول من خلاله إلى الطريق العام.
ولا شك أن الجهة المعنية التي صممت الطرق ونفذتها إنشائيًا قد وضعت في اعتبارها جميع المواصفات الفنية، التي ترسم الطريق وتضع له ما يناسبه من المسارات المرورية المتعددة، التي تتحكم في ضبط انسيابية الحركة، والانتقال من الخطوط الفرعية إلى الطرق العامة. ومع ذلك ما زالت دوريات المرور تقف بشكل اعتراضي في وسط الطريق، بزعم تخفيف الازدحام!
كل ما نرجوه من إدارات المرور المحترمة هو الاستماع إلى آراء الناس، ومن ثم اتخاذ ما يلزم حول العدول عن ذلك الإجراء، فجميعنا نهدف إلى المساهمة والتعاون مع المرور، في سبيل الوصول إلى ما يخدم المصلحة العامة، ويحقق السلامة المرورية، والانسيابية المطلوبة في حركة المرور، بعيدًا عمّا يحدث من اختناقات وازدحام مفتعل عند التقاء الخطوط الفرعية بالطرق العامة.
وللجميع تحياتي وامتناني.
التعليقات