سوريا تتعرض للاختطاف من محيطها العربي ومجتمعها الإسلامي بعد أن استعادت هويتها العربية من طغيان وجبروت حافظ حزب البعث و(بشار) أسوأ خلف لأسوأ سلف.
من خلال مؤامرة تصنع في بعض دول الجوار من الحشد الشعبي في العراق وما يسمى بحزب الله في سوريا ولبنان وإسرائيل والدعم الإيراني وفلول النظام السابق، وأمريكا وروسيا تراقبان ولا ترحبان بالاستقرار في هذا البلد العربي الذي عانى من سيطرة وويلات حزب البعث وتهميش السنة واقصائهم من أي مشاركة سياسية وبناء وتنمية دولتهم.
وقد بدأت معاناة الشعب السوري من طغيان معركة حماة بقيادة حزب البعث في عهد الرئيس حافظ في عام 1982م والتي تسببت هذه المعركة من طرف واحد في مقتل أكثر من 40 الف مواطن سوري سني، واستمرت هذه المعاناة من القتل والسجن والطرد والتصفية لأجل خاطر حزب البعث وبعض الطوائف والملل المعادية لأهل السنة والجماعة، وحتى الآن تجاوز عدد اللاجئين السورين والمقيمين في الدول العربية والأوروبية أكثر من 8 مليون سوري نتيجة لسياسة حزب البعث العنصرية العلوية..
ولم يكن بشار أقل شرا من والده وربما تجاوزه في إلحاق أكبر المعاناة للشعب السوري وخصوصا بعدما دخلت إيران في كل مفاصل الدولة السورية وأوغلت في تصفية الحسابات مع أهل السنة والجماعة، فامتلأت السجون وعلقت المشانق وحفرت المقابر الجماعية ودعمت بشار في صناعة البراميل المتفجرة فوق رؤوس مواطنيه وصناعة المخدرات وطرق نقلها الى الدول العربية المجاورة والعالم وتوزيعها.
هذه الثورة الشعبية التي قامت على هذا النظام وإقصائه وترحيله الى غير رجعة قد تمكنت بفضل الله وعونه وتوفيقه من استعادة الدولة السورية بمشاركة شعبية وبسواعد الجيش العربي السوري وكف يد إيران من العبث بمقدرات هذا الشعب واستخدامه لتنفيذ أجندتها وأيديولوجيتها، ونشر المذهب الشيعي ونشر الفوضى والاحتراب الداخلي وجرها خارج محيطها العربي، وقد تمكنت هذه الانتفاضة الشعبية المباركة وببسالة الجيش السوري وبقيادة الرئيس أحمد الشرع من القضاء على هذا النظام البائد ورموزه وفلوله.
على العرب الآن مسؤولية حماية سوريا من التبعية ودعم القيادة الجديدة لمواصلة بناء الدولة السورية وانصهار كل الشعب السوري بكل طوائفه دون إقصاء تحت مظلة دولة واحدة وبقيادة واحدة من خلال انتخابات حرة، والحفاظ على هويتها وممارسة دورها العربي والإقليمي.
إن القيادة السورية الجديدة أحوج ما يكون في هذه المرحلة التي تمر بها للدعم العربي والوقوف الى جانبها فالنظام الإيراني وأذرعه في المنطقة لن يتوقفوا للسعي للإطاحة بالنظام الجديد والعودة بسوريا الى أحضان إيران ونشر الفتنة والاحتراب بين صفوف الشعب السوري.
لقد كانت المملكة العربية السعودية الداعم الأول لهذه النقلة النوعية في حياة الشعب السوري بقيادته الجديدة لبناء دولة سوريا العربية الجديدة لتعود الى حضنها العربي معززة مرفوعة الهامة تمارس دورها في محيطها العربي والدولي دون املاءات أو وصاية من دول أخرى، والله المستعان.
قبل الختام : اللهم احفظ بلد الحرمين الشريفين قيادة وحكومة وشعبا من كل سوء ومكروه.
التعليقات