.
تعود الأيام من جديد، فالعلم والشعار، الشوارع والمتاجر، السيارات والأبنية، كل الأرض والسماء توشَّحت بالأخضر، كل بلاد المسلمين في المشارق والمغارب تحتفل معنا باليوم الوطني وترفع العلم الأخضر الذي يُمثلنا جميعاً وتعلوه كلمة التوحيد “لا اله الا الله محمد رسول الله”.
يحق لبلادنا الفخر باليوم الوطني في ظل القيادة الرشيدة، والشعب العظيم، والأرض الطيبة التي لم تخضع للمستعمرين، أرض الأنبياء والرسل، وقبلة المسلمين، والمكان المقدس مكة المكرمة والمدينة المنورة.
اللافت في هذا اليوم تلك المشاعر الفيَّاضة التي عبَّر من خلالها المواطن والمقيم على ثرى هذا الوطن، هي حتماً مشاعر الفرح والبهجة، يُعبِّر الكل فيها بطريقته الخاصة، أظهرت تلك المشاعر الصادقة طيب المعدن لهذا الشعب العظيم، فعلى الرغم من الكثافة الأمنية في أماكن الاحتفالات، إلا أن السلوكيات الراقية والاحترام المتبادل مع رجال الأمن للمحافظة على النظام العام تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن كل فرد من أفراد هذا الوطن هو بمثابة رجل الأمن الأول.
الأمن الوارف الذي ينعم به المواطن والمقيم في هذا الوطن المعطاء يستوجب الشكر، وإظهار نعمة الله على عباده، فنعمة الأمن لوحدها تكفي لإظهار تلك المشاعر، فمن خلالها امتن الله على قريش بقوله تعالى “الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف”، تلك النعمة إذا فقدتها الأوطان فقدت معها السكينة والهدوء والطمأنينة وحلَّ فيها الخراب والدمار.
يكفي فخراً لبلادنا أنها مهبط الوحي، ومنبع الرسالة، وقبلة المسلمين، ترسخت خلال مرحلة التوحيد قوة التلاحم بين القيادة والشعب، ورغم تربص الأعداء والحاقدين من خارج الحدود فإن الوطنية لدى الشعب ليس لها حدود، فلدى الشعب مشاعر لا توصف نحو قيادته الحكيمة التي تبذل الغالي والنفيس لأجل الوطن والمواطن، فقد سخرت لأجله كل الإمكانيات وسخرت طاقتها بما يعود عليه بالنفع والخير العميم أينما حل وارتحل داخل البلاد وخارجها.
خاتمة المقال، اليوم الوطني(94) للمملكة العربية السعودية هو امتداد لما قبله من عقود خلت من الأمن والأمان والاستقرار لبلادنا، سائلين الله تعالى لجنودنا البواسل الذين يذودون عن حدوده بالنصر والثبات، وللقيادة الرشيدة بالعزة والتمكين، وكل عام جديد والوطن أخضر.
.
التعليقات