– لا اعلم كيف بدأت رحلة التأسيس فقد تشكلت فكرتها منذ 126 عاماً قبل أن يولد هذا الجيل بأكمله حينما لاح في الافق فجر يوم الخامس من شهر شوال عام 1319هـ إذ دخل حينها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه الرياض ومن معه من رجاله المخلصين في تلك الفجرية وقادهم بكل جسارة لاسترداد الرياض كاول محطة من محطات ملك أسرته العريقه التي حكمت فترتين قبل ذلك وقد كانت تلك الفجرية بمثابة يوم عظيم لميلاد دولة تأسست على شرع الله ونهجه القويم.
– لقد بدأ رحمه الله بنجد وملحقاتها في كل الاتجاهات وبسط نفوذ حكمه وبدأت تتشكل معالم الدولة رغم قلة الامكانات المتاحة في ذلك الوقت ولكن عزيمة القائد ورجاله المخلصين الأوفياء وما تخللها من تضحيات كبرى كانت من اهم الأسباب التي صنعت للتاريخ ملحمة عظيمة على إمتداد مليونين ومئتين وخمسون الف كيلو متر مربع من خلال المعارك التي امتدت نحو 32 عاماً من الجهد المتواصل لهذا البطل الأسطوري الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه الذي اعلن بعد هذه السنوات المضنية من المواجهات في توحيد شتات المكان والانسان وجعل صحاري نجد من اقاصي شمالها على حدود الشام تصافح الجنوب بما فيه من جبال وتضاريس ورمال الربع الخالي من اقصى الجنوب الى اقصى الشرق وجعل شواطئ الخليج تصافح شواطئ البحر الاحمر حتى الى ان خانت اللحظة التي قال فيها الملك المؤسس طيب الله ثراه هذه بلادنا وتلك حدودنا وهؤلاء هم مواطنينا الكرام تحت مسمى واحد (المملكة العربية السعودية) وذلك عام 1321هـ وهتفت معه كل الحناجر والأصوات لله درك ياملكنا الغالي عبدالعزيز.
– إن الملحمة الكبرى والقصة المثيرة للاعجاب العالمي التي تشكلت عناوينها وكتبت فصولها ودونت حروفها لم تكن لتخطر على بال أحد ولكن الله حينما يلهم أحداً من عباده لفعل شيء يبقى خالداَ في سجلات التاريخ فإنه جل وعلا يمد من اختار بالعون ويسهل له الامر ويخفف عنه المعاناة وقد وفق الله الملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى لهذا الانجاز العظيم.
– شكراَ لله على أنعمه وفضله الذي نعيشه اليوم في كنف دولة تمحورت بداياتها في قلب الرياض وامتدت اغصانها الوارفة لتشمل كل المناطق الغالية من خلال 13 منطقة كل واحدة منها بحجم دولة كلها متماسكة بفضل الله لتكون هي اللحمة الحقيقية بعد الملاحم ومتمسكة بدين الله وشرعه القويم وذلك كله بفضل الله تعالى وتوفيقه وحنكة وصبر وجلد المؤسس الكبير الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.
– وبهذه المناسبة الغالية علي قلوبنا وهي الذكرى الرابعة والتسعون لتأسيس المملكة لايسعنا الا ان نشكر مولانا جل وعلا وندعو للقائد المؤسس رحمه الله ولمن خلفه من أبنائه البررة حتى هذه المناسبة الجميلة في عهد سلمان الخير حفظه الله وسمو ولي عهده الامين رعاه الله التي لها في كل نفس كل مواطن سعودي مكانة عالية محفوظة في سويداء القلوب.
التعليقات