الجمعة ٢ مايو ٢٠٢٥ الموافق ٥ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

الطب الروحاني بين الواقع والمأمول! – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد آل مخزوم

الطب الروحاني بين الواقع والمأمول! – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد آل مخزوم

 

تظل الأمراض من أكثر العوارض الصحية التي تصيب المجتمع بشكل عام، يتعرض فيها الجسم لحالة غير طبيعية من الاختلال عندما يُصاب بتلك الأعراض الدائمة أو المؤقتة، وسواءً كانت ناتجة من عوامل وراثية، أو عوامل بيئية، أو عوامل نفسية، أو كانت بسبب الضغوط الحياتية فإنها تستدعي من المصاب البحث عن العلاج للخروج من تلك الحالة العرضية.

الثقافة المجتمعية للتعامل مع المرض تتفاوت بين الأفراد، والتي يلعب فيها المستوى التعليمي أو المعرفي دوراً هاماً في التغلب على المرض والوصول لمرحلة الشفاء في أسرع وقت وبأقل التكاليف، في حين تتفاقم الحالات المرضية وتزداد خطورة عندما ينتشر الجهل والذي يقود المريض إلى الاتجاه الخطأ في التشخيص والعلاج.

في المناطق الأقل تحضراً لا سيما في القرى والهجر والبوادي أو حتى في الأحياء العشوائية بالمدن المزدحمة بالسكان كانت وما تزال قضية التداوي بالأعشاب أو الطب البديل أو الرقية الشرعية هي الطريقة المُثلى للتداوي عند الإصابة بالمرض، يبدو ذلك واضحاً جلياً في كثرة النساء المترددات على محلات العطارة لشراء ما يلزم من الخلطات العشبية اعتماداً على ما يصفه البائع للترويج لبضاعته في تلك المحلات وتسويقها بأثمان باهضة دون إدراك المخاطر من تناول هذه المستحضرات على الصحة العامة لدى المستفيد.

لدينا هيئة للطب البديل تمنح التراخيص لمزاولة المهنة عندما تتوفر الشروط المناسبة، لكنها لم تحرك ساكناً حيال التجاوزات في صرف الأدوية العشبية في محلات العطارة دون وجود وصفة طبية، أو تراقب طريقة تخزين تلك المنتجات أو تاريخ الصلاحية، كما لم تنشر توصيفاً لتلك الأعشاب التي تباع بشكل تجاري بحت.

يبدو غياب تام للجهات الرقابية الشرعية والتجارية والصحية التي تؤطر للطب البديل والرُّقية والتداوي بالأعشاب في ظل استغلال الرُّقَاة للمرضى بكل الطرق والوسائل دون وجود التأهيل الشرعي، أو التراخيص التجارية للممارسة، أو التزكية بالأمانة والنزاهة لهم من مؤسسات شرعية موثوقة، والذي ساهم في كثرة الرُّقاة أو القرَّاء الذين تسموا بـ “الرقاة الشرعيين”، ولا نعلم سبب مجيء مفردة “الشرعيين”، ولا حتى الجهة التي أطلقت عليهم هذه التسمية.

خاتمة القول، معظم المرضى ليس لديهم الوعي الكافي للتعامل مع المرض، وتسهم الدعاية والاعلان التي تنتشر بشكل واسع عبر مواقع التواصل بشكل سلبي، ما يؤدي إلى المتاجرة بالبشر نفسياً وجسدياً ومالياً عن طريق الإيحاء لهم بالإصابة بالأمراض الروحانية التي تستدعي التعامل معهم للشفاء من تلك الأمراض دون الاتجاه للأطباء المختصين في هذا المجال.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *