الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

القط العسيري .. فن سعودي وتراث عالمي مدرج على لائحة اليونسكو

القط العسيري .. فن سعودي وتراث عالمي مدرج على لائحة اليونسكو

صحيفة النماص اليوم – اخبار منطقة عسير :

 

انطلق فن “القَط” العسيري نحو العالمية، بعد إدراجه على لائحة التراث غير المادي لليونسكو في عام 2017. وتعود كلمة “قَط” في الأصل، إلى “خَط” أو “نحت” أو” قَطع”. وبرعت نساء منطقة عسير بهذا الفن الزخرفي، المخصّص لتزيين جدران المنازل منذ مئات السنين، وهو يعتمد على الزخارف الهندسية البديعة التي تستوحي أبعادها ودلالاتها من الثقافة المحيطة، وخصوصاً الطبيعة وألوانها. ويتكوّن “القَط” من الجبس الأبيض، يتشكّل يدوياً وتُضاف إليه أنماط هندسية، ويتمّ تطبيق ديكور “القَط” على مجموعة من الأسطـــــح، بما في ذلك المـــــلابس والإكسسوارات والأثاث. ومنذ انطلاقة الحركة التشكيلية في منطقة عسير، كان فن “القّط” من أبرز مصادر الإلهام، وبرزت ألوانه وخطوطه المميّزة في لوحات الفنانين، وجذب المهتمين من حول العالم، الذين كانوا يزورون المعارض التشكيلية في منطقة “المفتاحة”.  وحول انتشار فن “القَط” محلياً وعالمياً، أكد الباحث في مجال الفنون علي مغاوي، أن “الفنون تموت إذا لم تتطوّر”، مشيراً إلى “أن القَط” هو فن شعبي عالمي متداول، وأن استثماره اقتصادياً أمر مهم “.  ولفت مغاوي إلى وجود أنواع مختلفة من التوظيف والاستثمار، والجانب الأغلب هو ما يسمى “الفن للفن”، وهذا يبرز في بيع اللوحات التشكيلية لمحبّي الفنون، إذ نرى التحف المعروضة في معظم المدن العالمية، التي ترمز إلى ثقافة البلد المصنوعة فيه، ويعدّ ذلك من أهم المقوّمات السياحية”.  أضاف: “يشكّل هذا الفن هوية خاصة بالمكان، ونوعاً من التراث الثقافي الذي ينتشر حول العالم، وهو من الفنون القابلة للتوظيف في معظم المنتجات المحلية والتذكارات، كذلك أصبح من أيقونات منطقة عسير، إذ لا نجد معلماً حضارياً في المنطقة إلا ويكون هذا الفن أداة زخرفة وتزيين فيه”. وقال الفنان التشكيلي محمد شراحيلي لوكالة الأنباء السعوديــة، “إن البعض يشوّه هذا الفن العريق من خلال تكليف جهات أو مصانع أو أشخاص غير محترفين، يعدّون نسخاً مشوّهة وغير أصيلة”. ويــــرى شراحيلي أن تدريب وتأهيل الموهوبين من الشباب والشابات داخل المملكة على أيدي مختصّين، أمر مهمّ للحفاظ على جودة المنتج والاستفادة منه اقتصادياً”.

 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *