الخميس ١٥ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٨ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

نوال الاسمري .. الاساليب التربوية السابقة لم تعد فعالة

نوال الاسمري .. الاساليب التربوية السابقة لم تعد فعالة

صحيفة النماص اليوم :

 

ترى الأخصائية اجتماعية نوال الأسمري أن الدور التربوي الملقى على عاتق الأبوين دور عظيم لتعزيز القيم الأساسية في نفوس الأبناء بالتزامن مع استخدام الأساليب الأبوية الفعالة في رحلة التربية، والتي لا بد أن تكون بتكنيكات معينة أهمها شعور الأبناء بالأمان والاستقرار والحب تجاههم، حتى إن صدر منهم سلوكيات غير جيدة فالنبذ يكون للسلوك نفسه، ولا يرتبط بالابن، ويستخدم هنا الحوار الفعال والتركيز على الجوانب الإيجابية.. 

وهذه هي الثقة المطلوبة لتنشئة أبناء سليمي الجوانب الأساسية في شخصياتهم، فما بالنا لو اهتزت هذه الثقة وكان هناك زعزعة نفسية مقابل الأمان، وتفكك أسري مقابل الاستقرار، وعدم ثقه وعدم تقبل وفرض عقوبات مستمرة قد لا تتناسب مع الفئة العمرية أو القدرة الجسدية، هنا فقط سيبحث الأبناء عن البديل،  وإن كان البديل في بعض الأوقات طريقا للهلاك، وبداية معاناة أخرى قد لا تنتهي أحيانًا إلا بشكل كارثي».

وأضافت الأسمري أن «مصطلح القسوة ناشئ من مصطلح العنف، والقسوة في حد ذاتها مصطلح فضفاض مختلف باختلاف البيئات والنشأة الاجتماعية المختلفة من مكان إلى آخر، فما تراه أسرة أمر قاس وغير مقبول تراه أخرى أسلوب متبع للتربية». 

وتابعت «أريد أن أوضح أن أولياء الأمور غالبًا ما يكون هدفهم إصلاح الأبناء، ولكن الأساليب المتبعة قد لا تتناسب مع الهدف، وقد تنتج أبناء هشين قابلين للانخراط مع مجموعات مضللة أو اللجوء إلى أصدقاء سوء لإيجاد ذواتهم الضائعة بين أسرة قاسية أو مفككة. بينما أساليب التربية السليمة الفاعلة تتيح للآباء تحقيق أهدافهم في تقويم أبنائهم دون المساس بكرامتهم أو جوانب شخصيتهم الأساسية».

وبينت الأسمري أن « المدمن كحالة إدمانية لا بد له من أن يخضع إلى مرحله تأهيل وعلاج متعددة المجالات يحتاج فيها إلى دعم متعدد من أفراد أسرته، ومن ثم تغيير بيئته والأصدقاء السابقين، وقد يكون نهج نموذج “ماتريكس” لتجاوز الإدمان نهج أثبت جدارته خلال السنوات الماضية، حيث كان يعتمد فيه على عدد من الجلسات الإرشادية المكثفة على ( مستوى الأسرة أفراد/ جماعة – إدراج مهارات التعافي المبكر – الوقاية من الانتكاس – التوعية الإرشادية ) بشكل أسبوعي مكثف ويساندها تغييرات في البيئة الاجتماعية ومحاولة تقبل للمتعافي من الإدمان». 

وأضافت «لكن بشكل خاص من كانت البيئة داعمة له للتعاطي، ومن ثم مر برحلة التعافي وعاد إلى ذات البيئة المنفرة له سينتكس لا محالة إلا في حالات نادرة، لأن الأساليب المنفرة له منذ البداية والتي هرب منها للإدمان عادت من جديد، كما أن هناك عدد من الدراسات التي أجريت في المراكز المتخصصه لعلاج اللإدمان أوضحت أن هناك نسبة لا يستهان بها تصل إلى 68% منتكسين بعد التعافي». 

وأكملت «لا بد أن يعي الوالدان أو مقدمي التربية أن رتم الحياة سريع جدًا ومتغير بتغير الأجيال والتكنولوجيا والتطور العالمي، فمعظم الأساليب التربوية التي كانت في السابق فعالة، وكان الأغلب يعملون بها لم تعد تحمل نفس مستوى الفعالية الآن، بل قد تكون نتائجها عكسية، ومن المهم جدًا معرفه الوالدين بخصائص كل مرحلة عمرية يمر بها أبناؤهم ليستطيعوا التعامل معه وفق هذه الخصائص..

كذلك يجب أن يكون مستوى الحوار بين الوالدين والأبناء عال جدًا ليستطيع الأبناء اكتساب مهارات عدة من أهمها مهارة الرفض والاستقلال بالرأي ليكون لهم ذلك درعا في محاولات لاحقة من أصحاب سوء محتملين، وأن يكون هناك قوانين منزلية تتم صياغتها من قبل جميع أفراد الأسرة ليتم الالتزام بها وكذلك العمل على غرس القيم الصالحة وتعزيز الجوانب الدينية والأسرية والاجتماعية في نفوس النشء لنصل أخيرًا إلى ضرورة الاهتمام والمشاركة في عدد من النشاطات والأوقات».

 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *