بلادنا حباها الله بكل مقومات السياحة بدءاً من الطبيعة الخلابة، والتضاريس المتنوعة، والمواقع التاريخية، مع الأمن الوارف، وكرم الضيافة التي يحظى بها السائح، والفعاليات المتعددة التي تعكس الواقع الثقافي للمجتمع، وهذا ما ساهم في ازدهار وتفوق السياحة الداخلية على السياحة الخارجية التي لم تعد تستقطب السائحين لقضاء الاجازة الصيفية بها كل عام. ومع الخدمات التي تقوم بها وزارة السياحة للمصطافين، إلا أن السياحة بمفهومها الشامل لا يزال دونها بون شاسع، فمعظم الدول تنظر للسياحة على أنها أحد وأهم مصادر الدخل القومي كمورد اقتصادي متصدر، ولعل وزارة السياحة تنهض بهذا القطاع المهم للرقي به إلى مصاف الدول المتقدمة.
لا سبيل للارتقاء بالسياحة حتى تكون وزارة السياحة طرفاً فاعلاً فيها إذ يقع عليها العبء الأكبر في إقامة مشروعات سياحية في مناطق الاصطياف ( الطائف – الباحة – أبها – جازان ) من خلال إنشاء فنادق عالية المستوى تستوعب الأعداد الهائلة من المصطافين، وإنشاء عدة محطات للعربات المعلقة ( التلفريك ) للربط بين الجبال الشاهقة، وزراعة المناطق التي يقل فيه الغطاء النباتي بالأشجار المعمرة دائمة الخضرة..
والتفكير في عمل محميات للحيوانات البرية التي تشتهر بها المنطقة ( كالقرود والضباع والنمور والذئاب والثعالب )، وفتح الطرق ورصفها وتعبيدها المؤدية إلى مناطق الآثار سواءً كانت رسومات حجرية أو مباني أثرية أو معالم تاريخية، مع تزويد وزارة السياحة هذه المعالم بـ ( مرشد سياحي – سيارات نقل – بوفيهات ومطاعم – نقاط أمنية – ألعاب وملاهي – حدائق وأماكن جلوس – غرف للايجار اليومي ).
ختاما: إن الاعتماد فقط على رجال المال والأعمال لصناعة سياحة محلية لن يجدي نفعاً باعتبار أن فترة الاصطياف كل عام لن تتجاوز 60 يوماً والذي ينتج عنه الازدحام، وضعف الخدمات، وعزوف المصطافين عن إكمال فترة الاجازة الصيفية والعودة إلى المدن، ناهيك عن الاتجاه للسياحة الخارجية وهذا ما يجعل وزارة السياحة أمام مسؤولياتها فهل تفعل؟ نأمل ذلك.
التعليقات