عندما تفرز التماسيح دموعها وهي تقضم فريستها فهذا لا يعني أنها تذرف الدموع حزنا على ضحيتها، والعلماء يقولون أنه لا يوجد عواطف لدى التماسيح حتى تذرف الدموع حزناً على ضحيتها. لكنهم يقدمون تفسيراً لخروج تلك القطرات من أعين التماسيح، فمنهم من يرجح أن اندفاع الهواء في جيوب التماسيح الأنفية أثناء الأكل يحفز الغدد الدمعية لدى التمساح تلك الدموع، وهناك من لا يرى أي وجود للدموع، فالتمساح في أغلب وقته موجود في المياه مما يجعله مبتلاً بالمياه طوال الوقت، مما يجعل البعض يتهيأ له وجود دموع تخرج من عيني التمساح.
وأيا كان التفسير حول هذا الأمر ومدى مصداقيته، فقد انتشرت عبارة ” دموع التماسيح” حتى أصبحت مثلاً يشير لمن يتباكى أو يتظاهر بالحزن بشكل مخادع أو يظهر شيئاً من التعاطف السطحي والمشاعر الكاذبة مع بعض القضايا. وحقيقة أننا نلمس كل يوم مصداقا لهذا المثل من بعض الدول أو المنظمات والهيئات أو حتى من البشر. فلا تصدق دموع زميلك الذي يذرف بعض الدموع لاستقالتك، فقد يكون لذلك الزميل يداً في إلجائك إلى تلك الاستقالة.
ولا تصدق ما تتداوله الكثير من وسائل الإعلام من بكائيات لا سيما في حال الحروب والاضطرابات الشعبية، كالإشارة إلى استهداف لحضانة أطفال، أو مدرسة، أو سجن مدني، أو غير ذلك، والتي يعلم الجميع إمكانية حدوث مثلها خطأ. بعض الجهات المشبوهة التي تتخذ من صفتها الرسمية مشجباً للتدخل في شؤون الكثير من الدول، وترى أحقيتها في الانتقاد والاعتراض، فتزبد وترعد، والكثير يعلم أن كل ذلك ما هو إلا لأغراض أجندات وأهداف مموليها لضرب الشعوب في ولائهم لقادتهم واستقرار أوطانهم، لمنحهم حق التدخل، لتحقيق أهدافهم وأغراضهم الخبيثة – العراق و أفغانستان – أنموذجا.
فكلما زاد استقرار الدول واطرد ذلك تقدما ونجاحاً كلما تحينت أو اختلقت تلك الجهات المشبوهة أي فرصة أو خطأ غير مقصود من أي دولة أو من أي مسؤول لضرب ذلك الاستقرار وتشويهه. وبلادنا حماها الله من شر الأشرار وكيد الفجار وقادتنا حفظهم الله، لم يسلموا من شر أولئك الوصوليون والمتسلقون وخونة الأوطان، الذين يرعبهم الطريق الذي تسير فيه بلادنا وتسابق فيه الزمن للارتقاء بالوطن والمواطن والعمل على الاكتفاء الذاتي في كثير من المجالات، يرعبهم إغلاق الكثير من القضايا التي ظلت ردحاً من الزمن مشجباً يتشبثون به بين كل فترة وأخرى لدق أسفيناً قذراً بين المواطنين وقادتهم.
لكن يوماً تلو الآخر يثبت المواطن السعودي أن كل تلك الادعاءات والبكائيات والدموع الكاذبة لم تعد تنطلي عليه وأن بلاده وحكامه خطا أحمر تجف وتتبخر عنده كل دموع التماسيح وترتد عنده الدغدغات الزائفة للمشاعر. يوماً تلو الآخر يثبت الشعب السعودي الشاب أن التقدم والتنمية والاستقرار لا تكون إلا بتجاهل تلك الدموع الكاذبة وتخطيها والاستمرار في مواصلة العمل لتحقيق مجد بلادهم وعزتها وتقدمها.
وسيأتي اليوم الذي ستقحل فيه عيون أولئك الأشرار بتحقيق هؤلاء الشباب طموحاتهم وتطلعاتهم وربما تجاوزوها إلى أهداف أرحب وأوسع مما تتخيله عقول أولئك البشر الصغيرة، وتفكيرهم المحدود.
لا تغشنك دموع التماسيح، فالتمساح يذرف الدموع بعد أن يلتهم فريسته..”هنري جيمس”.
التعليقات