الجمعة ٢ مايو ٢٠٢٥ الموافق ٥ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

أنت في النماص – بقلم الكاتب أ. هذلول بن حسين الهذلول

أنت في النماص – بقلم الكاتب أ. هذلول بن حسين الهذلول

حين تكون على مقربة من الجمال ولا تلغ فيه فتلك مشكلتك لوحدك. وحين يراودك شعور مفعم بالسعادة والفرح ولا تدري أين مصدره فذلك برهان أكيد على أنّ لديك احساساً رائعاً بجمال الحياة من حولك ولكنك لا زلت بحاجة للنظر الى الأشياء التي بقربك وتحيط بك. أما إن كنت تشعر بإحساس داخلي يعطيك مزيداً من النشوة بجمال أيامك فيضفي عليك شعوراً غامراً بالبهجة فأنت بحق إنسانٌ شاعري تكتنز في داخلك المعاني الرفيعة للجمال فتواكب على تجديدها والعناية بها.

وإن قُدّر لك أن تزور محافظة النماص ذات يوم فأنت بلا شك ستجد تلك المعاني الجميلة ماثلة أمامك ولن تصدق أنّ كنوزاً من الجمال والطبيعة والهدوء والاستقرار النفسي تتواجد هناك. فصاحب الشعر سيجد له متسعاً في روابي النماص ومحب القلم ستترائ له كنوز من الالفاظ البديعة وتلك النسمات اللطيفة تداعب وجهه بينما أنامله تغوص بعيداً في بيداء اللغة العامرة بكل ما لذ وطاب من صنوف الإبداع والتشبيه. أما صاحب ريشة الرسم فستكون أبواب الجمال مشرعة له يلج من أيها شاء.

فالزهر والورد قد بث له من روائع عطره ما جعل نفسه ومن ثم يده تجيش بتلك الخطوط الملونة التي اكتحلت بالجمال والإبداع لتعطينا تلك اللوحة الساحرة. أما صاحب التأمل والمشاعر والحب فسيجد في النماص ما كان يبحث عنه. فمع كل نسمة رقيقة تتحرك أوتار قلبه وتزهر زوايا روحه وتبتهج مكامن اشواقه. لم لا وهو العاشق المحب الذي يسامر ليله ويناجي قمره ويبث النجوم اشواقه. الم اقل لكم إنها النماص أرض الحب والخير والجمال.

تلك هي النماص تفرد ذراعيها لتحتضن زائريها. تغني العذب من الحانها نغماً جميلاً ينسكب بروعته في قلوبنا نحن أصحاب الجمال والحب. إن كنت في وضع نفسي متعب وتكالبت عليك الهموم واثقلتك المسؤوليات وتعبت في البحث عما يريحك ويبث في داخلك الفرح والسعادة والشعور بالأنس فنصيحتي لك بزيارة هذه المحافظة الوادعة التي اكتست بروائح العطور وانسام الطبيعة. ولأني صاحب قلم وكتابة فقدت وجدت فيها بُغيتي وكأنما اعادت لي ارشيفاً رائعاً من الذكريات وفتحت امامي أبواب من الجمال وازالت كثيرًا من ترسبات الحياة العالقة منذ زمن.

تلك هي النماص ملهمة الشعراء ومأوى العاشقين للجمال. وهي في ذات الوقت مهوى أفئدة المحبين وممن لا يزالوا سائرين في طريق الجمال. هي للحرف مرتع وللحديث متعة وللذكريات مركب. وان شئت فقل هي استراحة النفس ومكمن الجمال. وما جبالها ومرتفعاتها وسهولها الا فصول من الحب لا تكتمل رواية الجمال الا بها. اما ضبابها وامطارها فتلك حكاية أخرى تستوجب الوقوف عندها وقراءتها بعناية فائقة.  ويكتمل ذلك كله بروعة اهلها وطيبة انسانها وكرم أبنائها. هي موئل الجمال وعنوان العطاء وروعة الوجود.

هنيئاً لكم أهل النماص تلك الجوهرة الغالية وطوبى لكم تلك الأرض المعطاء. وما نحن الا زائرون على عجل عما قريب سنرحل عنكم باجسادنا غير أن قلوبنا ستحمل لكم اسمى آيات الحب والشكر والتقدير وخالص الدعاء بأن يحفظ الله عليكم بلدكم وانتم ترفلون بثياب الصحة والعافية وان يمدكم بأعمار طويلة لتواصلوا بهجتكم وسعادتكم وأنتم تسيرون فوق ثرى تلك الأرض المباركة. تلك مشاعر زائر اغوته النماص بجمالها وفتنته بأجوائها الحالمة فلم يتمالك نفسه سوى أن يسطّر هذه الكلمات التي زاحمت خاطره واقضت مضجعه فعساها تشفي شيئاً مما يجده في قلبه. وختاماً تقبلوا فائق حبي وتقديري.

الكاتب أ. هذلول بن حسين الهذلول – ضيف “صحيفة النماص اليوم ” فمرحبا به ألف ” ضيفا عزيزا على النماص وأهلها .

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *