عندما تدلف من “الهدَّار” – ذلك الجبل الأشم – وانت قادم من الجهة الجنوبية من “بللسمر ” باتجاه الشمال، وما ان تبدأ في الإنحدار من هذا الجبل المطل على الوادي ( المحنب) وهو بمعنى الوادي المحصن الحصين – هكذا يتداول بين ابناء المنطقة هناك – حتى تبدأ تشعر أن الطقس والطبيعة مختلفة نوعاً ما وأن هناك عناصر جذب سياحي تلوح على رؤوس الجبال ومنحدراتها وسهولها و آكامها على أمتداد هذا الوادي.. وأن ملامح طبيعة أخاذة تلوي أعناق الكلمات والمشاهدات المدهوشة من هذا الجمال الاسطوري في منطقة وكأنها مهبط طائرات الكونكورد في مطار هيثرو بلندن! المساحات والإمتدادات المسطحة الخضراء والحقول الزراعية ( المسقوي والعثري)! وإذا براحة وهدوء وطمأنينة تتسلل وتتداخل مع النفس بفعل الإنعكاس الطبيعي للطبيعة وحسن المكان ! أتدرون مااسم هذاالمكان الساحر ؟! إنه يا سادة .. وادي “سدوان” الحضارة والتاريخ .. طريق الحاج الى مكة وبيت الله يقطنه عشيرتين ويقال لكبرها وتواجدهما مجتمعتين في سدوان “قبيلتين عريقتين” أساسيتين هما “آل سريع” و”آل زيد” مع وجود أسر من بعض العشائر الأسمرية الاخرى. ومن لمحات “سدوان” المتفردة
وجود مسجد الصحابي الجليل معاذ بن جبل وقيل انه صلى فيه .. وجود قريتان مشهورتان في هذا الوادي وهما :- “رحب” و “القزعة” .. فالاولى يمر منها طريق الحجاج الى مكة المكرمة. والثانية كان بها سوق يسمى سوق الجمعة يؤمه الناس من كل مكان وهي قرية تراثية الآن. يوجد في سدوان حصون وقلاع حربية لعل من بعض اشهرها:- حصن محظان وآل بذال برحب – حصن آل دغيم باالجزعة – حصن البيشغب بالقزعة – حصن آل مرعي بالعطفة – حصن ال عفيف بآل عفيف، وللعلم فإنه في السابق كان تقريباً لكل قرية حصن يستخدم لاغراض إما للحروب والتمترس او لحفظ الحبوب والثمار. هذا ويوجد بعض القلاع المهدمة والمندثرة وبعض المعلومات التاريخية الغير مؤكدة التي عفى عليها الزمن وطول العهد. وهذا يدل على ان اهل سدوان كانوا ذو شوكة واهل كر وفر.
* تميز حبوب هذا الوادي فيقال “بر سدوان” لجودته ويدل على تخصص مزارعيه وتميزهم. “سدوان” به معالم سياحية ومنتزهات بكر مثل .. مطيس السر برارى ..الخ. هناك علامة مميزة تذكر في هذا الوادي ( إم توتة ) بلهجة محلية وهي شجرة التوت زرعت من قبل احد الحجاج اليمنيين (السادة) وقتها حينما كان في طريقه لأداء مناسك الحج وكان هذا قبل مئات السنين حيث اصبحت هذه الشجرة معلماً يميز رحب سدوان واصبح مكان زرع هذه الشجر مشتلا ومنبتا اصلياً لمن اراد زراعة شجر التوت.* وجود دعم حكومي من الدولة لمزارعي سدوان لزراعة المدرجات والاهتمام بها ولعل المواطن المزارع سعيد بن مسفر من الذين استفادوا وافادوا من هذا الدعم . تم توزيع اكثر من 22500 شتلة مابين فاكهة بستان ولوز بجلي وبذور الجاكرندا ويجري تدريب لطلاب المراحل الدراسية على ايدي مهندسين زراعيين على طريقة الشتل ومعرفة اسرار شجرة التوت المشهورة في سدوان وذلك من لجنة التشجير التي يهتم بشؤونها الدكتور منصور القصاد مما زاد في مساحة ورقعة المسطحات الخضراء.. لا يكاد يخلو بيت من بيوت هذا الوادي العظيم سدوان من صلة قرابة بين العشيرتين لذلك تجدهم متعاونين متكاتفين ويردعون المخطئ ايً كان ومن اي العشيرتين كان. هذه بعض لمحات عن سدوان التاريخ والحضارة.
المصادر : – شيخ قبيلة آل سريع – الدكتورعبدالعزيز بن عبدالله – الدكتور عبدالله بن سعيد – الدكتور منصور بن محمد – الاستاذ طاير بن علي
التعليقات