صحيفة النماص اليوم :
مع التفاؤل الكبير الذي عبّر عنه كتاب ومهتمون سعوديون بعد إقرار وزارة التعليم تدريس التفكير الناقد كمادة مقررة على طلاب الصف الثالث متوسط والصف الأول الثانوي، إلا أن هناك من تخوّف من أن يلقى هذا المقرّر مصير مادة التربية الوطنية التي لم تلق نصيبها من العناية والرعاية، حيث تحفظ كتاب ومهتمون على العديد من الإجراءات التي اتخذت في تفعيل هذه المادة بعد الهجوم الذي تعرضت له بعض الدروس المجتزأة منها في شبكات التواصل الاجتماعي وما صاحبها من لغط وتسطيح لمفرداتها، وأبدى بعض المهتمين تخوفهم من عدم تفعيل دور هذه المادة وقيامها بدورها الذي أوجدت من أجله في ظل غياب المعلومات عن المعلمين المكلفين بتدريس التفكير الناقد، والإعداد المهني لهؤلاء المعلمين. وفي هذا الجانب كان أستاذ اللسانيات الدكتور علي الشهري أكثر تفاؤلاً في أن تساهم العديد من الأسباب في تفعيل هذه المادة، ومنها بيان أهميتها في الجوانب العلمية والعملية والحياتية، فالإيمان بأهمية المادة ودورها وارتباطها بشؤون الحياة المختلفة سيساهم في توليد الاهتمام بها، وتبسيط المفاهيم الأساسية للمادة وتقريبها بالأمثلة السهلة التي تناسب الطلبة، كما أن الربط بأمور الطالب الدراسية والحياتية سيسهم في تفعيل هذه المادة، إضافة إلى أن مهارات التفكير شبيهة بمهارات القراءة والكتابة، إذ ينعكس أثر هذا المهارات على التحصيل الدراسي للطالب. وأكد الشهري أن كل هذه الأسباب تدعو المدرسة كافة إلى العناية بهذه المهارات والإسهام فيها كل في مادته ومجاله، إضافة إلى أن الدوافع الكبرى لتفعيل هذه المادة أن رؤية هذه البلاد المباركة تسعى إلى إخراج جيل منهجه الوسطية والسماحة والاعتدال والتعايش، جيل مثقف واع، منتج مبدع، وكيف يتحلى الطلبة بهذه السمات وهم بعيدون عن مهارات التفكير عامة والتفكير الناقد خصوصا؟ فبمهاراته يفحصون الآراء ويمحصونها ويقارنون ويقترحون حلولًا وبدائل. والحق يقال إن حاجتنا – معشر المعلمين – لهذه المهارات لا تقل عن حاجة طلابنا. وأكد الشهري أن هذه المادة تحتاج إلى معلم كفء شغوف نظريا وعمليا بمهارات التفكير عامة والتفكير الناقد خصوصا، وهذا المعلم إذا وجد أو أعد سينتقل شغفه، في ما يشبه العدوى الإيجابية، إلى طلابه، إضافة إلى أهمية أن يكون المعلم ممن يتمثل هذه المهارات في عمله وحياته، أي أن يكون مرنا قابلا للتعدد والتنوع مشجعا على النقاش والحوار، ولم يخف الشهري تخوفه من إهمال هذه المادة ولو بنسبة قليلة، لكنه تفاءل بأن العناية بجانب التعليم والتدريب والمهارات سيحتم علينا جميعا العناية بهذه المادة، وأكد أن المعلم الشغوف والإدارة الواعية التي تحث جميع المعلمين على دعم هذه المادة المهمة بتطبيق مهارات التفكير في التعليم، كل في تخصصه، عوامل نجاح لهذا المشروع الوطني المهم.
التعليقات