قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية نقلا عن مصادر استخباراتية، إن الهجوم على منشأة نطنز الإيرانية نجم عن انفجار دمر بشكل كامل نظام الطاقة الداخلي الذي يزود أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض التي تخصب اليورانيوم. وأوضحت “نيويورك تايمز” نقلا عن المصادر ذاتها أن إيران قد تستغرق 9 أشهر لإعادة تخصيب اليورانيوم في المنشأة.
ومنشأة نطنز، المقامة في الصحراء بمحافظة أصفهان وسط البلاد، هي محور برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم وتخضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة. ونسب التلفزيون الحكومي الإيراني إلى رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أكبر صالحي، قوله إن الحادث الذي تعرضت له منشأة نطنز النووية كان نتيجة عمل “إرهابي” مضيفا أن طهران تحتفظ لنفسها بالحق في اتخاذ إجراءات ضد الجناة.
وأنا أقول أن هذا التفجير لهذه المنشأة الهامة في إيران هو من صنع إيران نفسها، فبعدما عرف النظام الإيراني أن الحومات الغربية لا يمكن أن تتنازل بأي حال من الأحوال عن مطالبها بإيقاف برنامج إيران النووي، وأن آثار ذلك على إيران ستكون مدمرة. إضافة إلى أن فشل إيران وعدم مقدرتها في إنهاء هذا البرنامج وفشل كل السبل لديها للإسراع بإنجاح ذلك البرنامج، ورغبتها في وضع أمريكا والدول الحليفة لها أمام الأمر الواقع..
ومن أن مضيها في هذا الاتجاه ما هو إلا مضيعة للوقت وإضعاف لدور حكومة الملالي، مما قد يأذن بثورة تقتلعهم من جذورهم. فرأوا أنه لم يعد أمامهم لحفظ ماء الوجه أمام شعبهم والعالم إلا تفجير المنشأ وافتعال وقوع هجوم إرهابي عليها، واستخدام البروبقندا الإيرانية لتهيئة الجو في الداخل للرضوخ للمطالبات الأمريكية والغربية والرضى بالتفاوض ورفع العقوبات التي كان تأثيرها مدمراً على الوضع في إيران، والذي لم يعد ممكنا تحمله كثيراً.
التعليقات