من خلال ما تناولته وسائل التواصل الاجتماعي وما بثته بعض القنوات الفضائية عن البرامج والمسلسلات التي سوف تعرض على الشاشة الفضية خلال شهر رمضان المبارك في عالمنا العربي والذي بدأت بشاير إطلالته المباركة تهل على المجتمع الإسلامي والعالم بأنواره وبركا ته تبعث على الصدمة؛ لأن روحانيته لم تنعكس على كل هذه البرامج والمسلسلات الرمضانية والتي حشدت لها وزارات الإعلام كل الإمكانات المادية والفنية والبشرية..
وأخذت كل مساحة الوقت المتاحة للمتابعة طوال نهار رمضان المبارك لا تقدم فكرا أو مضمونا أو إضاءة عن قدسية هذا الشهر المبارك وروحانيته وبركاته على الفرد والمجتمع وعلى الحياة بشكل أوسع، بل تحمل في طياتها إسقاطات تمس القيم والفضلة وتلحق ضررا كبيرا بالفكر والثقافة الرمضانية المتوارثة عن فضل هذا الشهر المبارك..
وما تحمله أيامه المباركة من فضل كبير وأجر عظيم وتصالح مع النفس والمجتمع وصلة الأرحام واحترام القيم والفضيلة، كل هذه وغيرها لم تكن ضمن اهتمامات الكتّاب والمنتجين والممثلين، أما القنوات الفضائية فجل اهتمامها اكتساب أكبر عدد من المشاهدين والمشاهدات دون النظر للمحتوى وما يحمل من فكر وثقافة وأثرها سلبا على الفرد والمجتمع وحب الانتماء.
إنني أؤمن بالترفيه والابتسامة ولكن ليس على حساب ما يحمل هذا الشهر الفضيل من قيم وفضائل وروحانيات، كانت البرامج والمسلسلات الرمضانية في سنوات خلت على مستوى العالم العربي والإسلامي مثقلة بالبرامج الدينية والمسلسلات التاريخية العربية والإسلامية التي لها ارتباط مباشر مع شهر رمضان المبارك، وما دارت فيه من معارك وانتصارات إسلامية..
كما أنها كانت تقدم برامج كوميدية وترفيهية لا تخلوا من استشعار عظمة هذا الشهر المبارك وروحانيته. لا أطالب أن تكون كل البرامج والمسلسلات الرمضانية وعظا وإرشادا، ولكن تحترم قدسيته وروحانيته والابتعاد عن بعض الحوارات والملابس والمشاهد التي تسقط بعض القيم التي ينبغي أن تحترم في هذا الشهر المبارك، وكما يقال: (لكل مقام مقال).
كم هو جو جميل أن يكون هناك مسابقات تتعلق بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية والغزوات والمعارك الإسلامية وأسماء قادة المعارك الإسلامية الفاصلة، وعن انطلاقة الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة وما دار فيها من معارك لتوحيد هذا الكيان العظيم المملكة العربية السعودية وإعلاء راية التوحيد عاليا في كل أرجاء العالم، وعن الكتاب والمفكرين الذين عاصروا هذه المراحل العظيمة من تاريخنا لتعميق روح المواطنة ولانتماء، والشعراء الذين عبروا عن مشاعر الوحدة والانتماء والعلماء الذين تفوقوا في كل مجالات العلوم والمعرفة وحصلوا على شهادات البراء ة في مجالات الابتكار والاختراع والتطوير والتحديث في المجال الصناعي والتقني.
أتمنى على الإعلاميين والإعلاميات أن يراعوا قدسية هذا الشهر المبارك وروحانيته لأنهم الواجهة الحقيقية لهذا الوطن الحبيب، والذي يحتضن الحرمين الشريفين وعليهم مسؤولية إبراز الوجه الحقيقي المشرق لهذا الوطن الذي انطلقت منه رسالة التوحيد والفتوحات الإسلامية، وكل عام والوطن والأمة والقيادة بخير.
التعليقات