في عصر العولمة، والثورة الصناعية الرابعة، يواكب المعلمون التطور التقني المعلوماتي، ويسعون لملاحقته باستمرار لتحسين عمليات التعليم والتعلم في المملكة العربية السعودية في خطى حثيثة نحو تحقيق رؤية الوطن المجيدة 2030 ومع تفاقم الأوضاع الخطرة بعد جائحة كورونا التي ضربت العالم منذ ديسمبر العام المنصرم 2019 م .
وتعليق الدراسة الحضورية في المملكة برز الدور العظيم لوزارة التعليم السعودية ومعلميها الذين قادوا الأزمة بكل اقتدار في ظل حكومة رشيدة سخرت الإمكانات والطاقات والموارد لتجنيب شعبها تبعات الأزمة، واستمرت رحلة التعليم لمايقارب الستة ملايين طالب وطالبة في المملكة وفق جميع البدائل المتاحة للتعليم في السعودية العظمى تلكم الدولة التي أدارت الأزمة على كل المستويات وكل القطاعات بأعلى مستويات الجاهزية والتنظيم والاستعداد ..
ووقف المعلمون والمعلمات كصرح ٍ سامق البنيان، وطود عظيم الأركان على الخطوط الأمامية في قطاع التعليم لاستمرار العملية التعليمية عن بعد، والتدريب المكثف طيلة فترة الجائحة ولا زالوا ! – هدفهم النقلة النوعية لأدائهم ومهاراتهم التدريسية، والتقنية ، وملاحقة التطور السريع للعصر وأدواته واكتساب مهارات معلم القرن الحادي والعشرين لانتاج جيل مبدع منافس في سوق العمل لعالم اليوم والغد الطموح ..
وآتت الجهود أُ كلها، وطرحت الآمال ثمارها، وتدرب الجميع على التقنيات الحاسوبية طلابا ومعلمين واستثمرت الطاقات، وواكب المتعلمون التعلم الإلكتروني الذي يمثل الخيار الاستراتيجي الأمثل في مواجهة الأزمات حاضرا ومستقبلا وبدأت بواكير مرحلة ( التعليم المدمج ) تظهر على السطح لمستقبل تعليمنا فيما بعد الجائحة، واستشرف الجميع ماسيكون عليه تعليم الغد الذي سيواكب متطلبات العصر التقني، ويحل مشكلات عديدة، ويواجه الأزمات المتوقعة..
وفي ذات السياق فقد أثبت المعلمون أنهم قوةٌ لم تسد مسدها قوة ولا أحد ! – كيف لا وقد استنفرت الأجهزة والطاقات لتعويض عدم وجودهم مع طلابهم في المدارس وغرف الصف، ومع ذلك فهاهم يواجهون التحديات ويقدمون العلم وفق أحدث التقانات المتاحة، والاستراتيجيات التربوية الحديثة بل ويوثقون تجاربا فاقت حدود الإبداع في بيئات التعلم الافتراضية فضلا عن نشر الثقافة الرقمية والتجارب التقنية لزملاء المهنة العظيمة ..
ولا يجدُ المنصف لمن يقلل من شأن المعلمين ودورهم أويهاجمهم بين الحين والآخر سوى بيت الشاعر القائل :
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكمُ .. من اللومِ أو سدوا المكان الذي سدوا
فشكرا لكل معلمٍ ومعلمة هم منارات العلم، ومصابيح الدجى، شكرا لأبطال التعليم الذين هم حجر الزاوية لنهضة الأمم، ورفعتها، وبناة مجدها..
وفي يوم المعلم العالمي لا نقول سوى:
شكرا معلمينا .. شكرا ورثة الأنبياء وليتها تفيكم حقكم ..
بقلم الكاتبة – ضيفة صحيفة النماص اليوم – : أ. سامية فايز غرمان الشهري – تعليم محافظة النماص
التعليقات