الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

العقبة التي طال انتظارها – بقلم اللواء م. محمد حسن العمري

العقبة التي طال انتظارها – بقلم اللواء م. محمد حسن العمري

 

عقبة لا أذكر متى بدأ العمل في شق الجبال لربط قمم  السراة بسهول تهامة بطريق مصمم على أدق الفنيات المرورية والسلامية لعابره في قادم الايام فقد كان أهالي بني شهر وبني عمرو يتكبدون عناء الصعود والنزول من عقبة سنان التي كانت الخيار الأوحد لهم كأقرب نقطة وأقصر طريق للوصول إلى تهامة من النماص والعكس ومع ذلك فقد ساهمت عقبة سنان في تسهيل المصالح المشتركة بين سكان تهامة وسكان السراة رغم خطورتها..

وساهمت في استمتاع الأهالي بالأجواء صيفاً وشتاء ناهيك عن ارتفاع الميزان التجاري والنهضة العمرانية والزراعية والصناعية في تهامة لتوجه عدد من اصحاب رؤوس الاموال للاستثمار في تهامة حينها جاءت الحاجة ملحة لإيجاد طريقاً بديلا أو رديفاً لعقبة سنان مكرمةً  من حكومتنا الرشيدة اضطلعت وزارة النقل بتخطيطه وتصميمه وإنفاذه وإن كان الحظ لم يحالفهم في اختيار المسار الأسهل من الخيارات التى طرحوها او طُرحت عليهم ولكن حكمت الظروف الا ان تكون من هذا المسار الجبلي الأصعب والاطول في المحافظة..

لأستطيع أن أتنبأ بقناعة المخطط والمصمم والاستشارات الهندسية التي مر عليها هذا المشروع الا اعتقاداً انه اقنع واقتنع بأن هذا هو الاهم وليس ( الأسهل و الاقصر ) ولكن بعد زمن طويل من تعثر العمل في هذه العقبة وتاخر انجازه رغم الحاجة الملحة له وبعد اطلاع سيدي الامير تركي بن طلال امير منطقة عسير ( حفظه الله ) على هذا المشروع وما اعترضه من عثرات جعل سموه يشهر سيفه ..

فأعاد الحياة الى هذا المشروع بشريان متدفقاً بالحيوية ووقف على الطريق بنفسه مع عدد من المهندسين والمقاولين ثم اعطى القوس باريها وأسند التنفيذ الى شركة مؤهلة لتستكمل فتح ماعجز عنه من قبلها واستمر العمل بعد اجراء التعديلات والتصميمات للأصعب في هذا الطريق وتم معالجة مايمكن معالجته حفاظاً على سلامة العابرين واستمرارية صلاحية الطريق  فأقيمت المصدات الخراسانية والحجرية لصد الانهيارات واستكمال فتح وزفلتت الباقي منه تحت متابعة مستمرة من سمو الامير تركي .

واليوم  ( وافانا ) بعض المغردين في وسائل التواصل الاجتماعي بصور وبشائر خير عن اقتراب انتهاء العمل وافتتاح هذه العقبة التي طال انتظارها ويتوقعون خلال ايام معدودات تسلكها المركبات المختلفة ليتم الربط الحقيقي والفني بين السراة والسهول التهامية وهو مالم تكلف نفسها به ادارة الطرق في منطقة عسير على الاقل تصريح عن موعد الافتتاح لمشروعاً عملاقاً لم يحالفه الحظ من اوله لكن جاءت تباشير طلائع افتتاحه على يد سمو الامير تركي بن طلال بعد سنوات عجاف من الانتظار وإن كان عندنا مثل يقول ( مابطى من جاء ).

نبارك لاهالي محافظة النماص بلوغهم انتهاء هذا الطريق ورحم الله ممن لم يدرك افتتاحه ممن عاصروا بداياته ونبارك للأجيال القادمة. ووفق الله ملكنا وولي عهده واميرنا تركي بن طلال وادام على بلادنا  الأمن والعزة.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *