الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

هي الحقيقه – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد الشهري

هي الحقيقه – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد الشهري

 

حيثما اتجهت والى أي دولة ذهبت في هذا العالم المترامي الاطراف والمتعدد الثقافات ثمة مشكلة تؤلمني أيما ألم عندما يسألني أحدهم من أي بلد انت فأجيبهم انا سعودي فيتجهم ويتعفر وجهه ثم ينفر مني نفير الصحيح من السقيم وآخر يصرخ في وجهي بشده قائلا إذهب إلى الجحيم وآخر يسلك غير الطريق الذي أسلكه وهناك من يرمقني بعينين لا أفهم بالتحديد ما وراءها وما مغزاها ولكنه بالطبع شيء ليس جيد ليشعرني انني احمل جنسية غير مرغوب فيها البتة

احاول ان أرفع راسي كوني سعودي قائلا لا يهمك كائن من كان أيها الرأس الأشم ( فغيرك ينقص وانت تزودي ) رغم الإقصاء والتهميش لي ولأبناء جلدتي ولوطني ولم أدرك تماما ان هذا معتقد أفضى بنا إلى درجات دنيا وأن ذلك من صميم التعالي والفوقية المقيتة في وقت نحن كلنا تحت طائلة مفاهيم الإنسانية والعدل والمساواة دون تمييز في اللون والجنس والعرق على أقل تقدير ..

وعندما لم أجد ما يسوّغ لي ولأبناء وطني التميز عن الآخر أدركت أن لدينا نزعة أحرقت أوراقنا على قلتها من حولنا وخلف البحار والمحيطات أوراقنا التي ننافح بها من أجل الرفعة والسؤدد فتبنيت فكر تنويري في السلوك والتعامل الانساني لا في العقيدة والمعتقد لعلني أكوّن نواة تبدأ اليوم وتبلغ أوج خراجها المأمول حتى وإن طال بها الزمن إلا أنني فشلت وأجزم أنني فشلت فشل ذريع لا يمكن ان أتجاوزه لقرن قادم من الزمن إلا ان يُحدث الله بعد ذلك أمراً يجتث ذلك الفكر الجمعي الشامل وبقاياه ومن يدين به..

ذلك الفكر الذي جعل لنا وضع خاص وسلوك خاص كوّن عنا لدى الآخر قاعدة بيانات طاردة لا جاذبه فبقينا بلا منازع في مرمى الآخرين بكل مالايليق من القول والفعل عندها بقيت أمنّي النفس بحال أحسن مما نحن عليه فقط بقيت امني النفس وذلك أضعف الإيمان عندما عزت الحلول وتعذرت الآمال وبارت الحيل من ان نخرج من هذه الدائره البائسه وبقينا في نظر الآخر شعب مترف نمارس كل ماصغر وكبر من الشهوات دون ان نُخِرج للعالم شيء يحسب لنا ويسجل في التاريخ الناصع للأمم المتحضرة .

 

التعليقات

تعليق واحد على "هي الحقيقه – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد الشهري"

  1. لا فض فوك ،، يا ابا خالد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *