الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

عدوى السوشيال ميديا – بقلم الكاتب أ. عمر عقيل المصلحي

عدوى السوشيال ميديا – بقلم الكاتب أ. عمر عقيل المصلحي

 

عش رجباً ترَ عجباً، مع مرور الزمن، مع كل دقة من دقات القلب، يتآكل جزء من حياتنا دون أن نشعر، إلا وقد اُختِزِل رصيدٌ لابأس به من كل ما نملك في هذه الحياة، قَلَّ أم كَثُر.

ومما يزيد الأمر سوءاً أحداثٌ تترى تحدث أمام ناظرينا، ليلَ نهارَ، إنه فيلم سينمائي مباشر، يُحَدّث كل جزء من الثانية يحمل في طياته: المفرح، المحزن، الأمل، البؤس، الماء الزلال، والماء الكدر… باختصار كل المتناقضات التي تخطر ببالنا، والتي لم تخطر.

ومما ساعد على حيوية مانراه ونشاهده حلواً كان أو مُرّاً؛ التقنيات الحديثة المرئي والمسموع منها. فالعالم بأسره بات قرية صغيرة، ما يحدث في أدناها يسمع ويرى في أقصاها في نفس اللحظة وبسرعة البرق.

في الحقيقة اختلط الحابل بالنابل كما يقال، فلم نستطع نميز بين لحظات الأفراح، والأحزان. السعادة زاحمتها التعاسة، والأمل أقصاه البؤس، أحلام في مهب الريح، وأهداف إما تَخَطّفَها الطيرُ، أو هَوَتْ بها الريحُ في مكانٍ سحيقٍ.

في الآونة الأخيرة انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي مقطع يحمل عنوان ” رقصة التابوت ” وهو يدل على النهاية المخزية، كَأَنْ يحاول شخصٌ ما في فعل أمر خطير فيفشل، فتكون هذه الرقصة بمثابة السخرية منه… مشهدُ فرحٍ في قالبٍ محزنٍ مغلف بسخرية واستهزاء، وهذا الأمر لا يحدث إلا حين تختل بوصلة الحياة… يارب ثبت بوصلة حياتنا سليمة.

يا خوفي كلَّ الخوف من عدوى “رقصة التابوت” !!!

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *