الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

ياوزارة السياحة .. لاتنسوا بن دهمان ! – بقلم الكاتب أ. بندر علي الشهري

ياوزارة السياحة .. لاتنسوا بن دهمان ! – بقلم الكاتب أ. بندر علي الشهري

 

خطوة مميزة جدا تلك التي أقدمت عليها وزارة السياحة منتصف الشهر الحالي من خلال تركيب لوحات إرشادية في قرية قريش الحسن بمحافظة القرى بمنطقة الباحة ترشد إلى موقع قلعة القائد التاريخي بخروش بن علاس – رحمه الله – ، ويأتي ذلك ضمن مشروع الإهتمام الحكومي المتصاعد بترسيخ أسماء القيادات العسكرية البارزة التي حملت لواء الدولة السعودية الأولى ووقفت في وجه الغزو العثماني في ذلك الوقت، وأيضًا إبرازًا وتأهيلًا للمعالم والقلاع والحصون التاريخية الأثرية التي عاشوا فيها وكانت مقرًا لأماراتهم وتصدوا فيها للغزاة في ذلك الوقت لتصبح كما يُتوقع لاحقًا أشبه بالمتاحف التاريخية.

 إحياء تاريخ الجزيرة العربية وتكريم الرموز والفرسان والقيادات البارزة مشروع جبار نتمنى أن يتواصل من الجهات التي بادرت به وهي وزارة التعليم أولًا من خلال استعراض سير عدد منهم بالمناهج الدراسية، ووزارة الثقافة، وأخيرًا وزارة السياحة ونأمل أن يستمر ويتطور حتى يشمل رصد كل القيادات التاريخية المعروفة في كافة مناطق وطننا الغالي ولعلي أشير هنا لإسم يستحق مثل ذلك الإهتمام والتخليد وهو محمد بن دهمان – رحمه الله – والذي يعد أحد أشهر أمراء وقادة الدولة السعودية الأولى بمنطقة عسير والذي شملت حدود أمارته رجال الحجر كافة واستمرت نحو 18 عامًا كان خلالها يدير شؤون الحكم السعودي في تلك البقعة..

ويساهم في توسيع رقعتها في مناطق نفوذه وفي نشر الدعوة السلفية وترسيخ الدين وتوفير الأمن حتى أصبح أحد رجالات الدولة المخلصين لها ولأئمتها وأحد الذين ناصروها ووقفوا معها ودافعوا عنها أمام أطماع الدولة العثمانية في تلك الفترة، ومن ذلك مشاركته في قيادة مقاتلي رجال الحجر ضمن محاربي منطقة عسير بقيادة طامي بن شعيب المتحمي – رحمه الله – تحت لواء الجيش السعودي بقيادة الأمير فيصل بن سعود رحمه الله في معركة “بسل” الشهيرة عام 1230هـ ..

وهو ماجعله يصبح لاحقًا ضمن أبرز القادة المطلوبين لدى الأستانة حتى أنه تم تخصيص مكافأة ضخمة لمن يدل أو يعثر عليه قدرت بـ 30 جنيه ذهب مجيدي، أو 70 ريال فضة مجيدي، ورغم كل ذلك إلا أنه لم يكن لهم ما أرادوا لكنهم في المقابل تمكنوا من أسر عضده الأيمن ابنه ناصر حيث أسروه ثم رحلوه إلى اسطنبول قبل أن يُعدم هناك – رحمه الله -، ولابن دهمان قصيدة رثاء شهيرة في ابنه ماتزال تردد حتى الآن، وقد استمر ابن دهمان قائدًا تحت راية الدولة السعودية الأولى حتى وفاته – رحمه الله – عام 1263 هـ .

تاريخ بن دهمان لايمكن إيجازه في سطور بسيطة وكتب التاريخ والوثائق سطرته وتشهد به فقط وددنا هنا أن نشد على يد الجهات الحكومية التي ورد ذكرها وغيرها والحريصة على نجاح مشروع إحياء وتوثيق سير فرسان الجزيرة والذين ساهموا وتحت راية حكامهم آل سعود في قيام هذه الدولة المباركة والتي أكملت هذا العام 2020 م وبمراحلها الثلاث 300 عام حتى باتت تعرف بالسعودية العظمى ونُذكرهم ونقول ” استمروا أعانكم الله ولكن احرصوا ألا تنسوا أحد الفرسان “. 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *