الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

مقاطعة قطر «تصفيد الشيطان» – بقلم أ. خالد عوض العمري

مقاطعة قطر «تصفيد الشيطان» – بقلم أ. خالد عوض العمري

 

 من اللئامِ بطبعِه … من لا يقلُّ كما يقلُّ ويَلْؤُمُ  «المتنبي»

مرت الذكرى الثالثة لـ « مقاطعة قطر » قبل بضعة أيام، والحقيقة أنّ أكثر المتحمسين لقرار المقاطعة، لم يكن يخطر في باله، أنّ نتائج هذه المقاطعة المباركة، ستكون بهذا الشكل المبهر، وأنّ جميع الأهداف المعلنة لهذه المقاطعة ستتحقق في هذا الوقت القصير.

دأب النظام في قطر منذ خيانة حمد بن خليفة لوالده، وسرقته للحكم، على السعي لتدمير السعودية، ورغم ضآلة هذا النظام، إلا أن وجوده داخل الجسد الرسمي لدول الخليج، سمح له بممارسة جميع أنواع الدسائس والمكائد.

كان الوجود والانتماء الظاهري لدول مجلس التعاون الخليجي، وزعم مشاركتها المصير المشترك والهدف الواحد، كلمة السر في قدرة هذا النظام الحقير على الإضرار بمصالح دول المجلس والتأثير على استقرارها، فالورم الخبيث مهما كان صغيرا إلا أنّ وجوده داخل الجسد، قد يمكنه من الإضرار به وإتلافه، ولذلك يبدو من المنطق أن نصف قرار المقاطعة الذي نزع ورقة التوت عن هذا النظام الخائن، وسمح بإخراجها من الجسد، بالقرار المفصلي الذي أعاد للجسد صحته وسلامته، من هذا المنظور الذي يجب الحديث من خلاله عن قرار المقاطعة وتقييم نتائجه، بعيدا عن التعاطي العاطفي والحماسي الفارغ.

اقتصاد قطر يختنق ببطء، رغم المكابرة القطرية، ورغم الأبقار المستوردة، ومعجزة الاكتفاء الذاتي من البيض، إلا أن جميع بيوت الخبرة المالية العالمية تؤكد أنّ قطر في أسوأ أوضاعها المالية، وأنَها لن تستطيع الاستمرار في العناد الصبياني والسياسات المراهقة لأكثر من سنةٍ قادمة، كان ذلك قبل فايروس كورونا، أمّا بعده، فربما لن تستطيع المكابرة أكثر من بضعة أشهر، وقد بدأت بعض الإشارات المرسلة من قطر باتجاه الرضوخ للمطالب المشروعة لدول المقاطعة، رغم تغليف هذا الرضوخ بمصطلحات المصالحة ونسيان الماضي.

وقد حرصت السعودية ودول المقاطعة على تجاهل جميع الإشارات التي توحي بالشيء ونقيضه في نفس الوقت، وأعلنت قائمة المطالب التي يجب على نظام قطر القيام بها قبل الحديث عن أي شيء، ودول المقاطعة ليست في عجلةٍ من أمرها، فبعد طرد الورم المتمثل في النظام القطري من جسدها، فقد أصبح تأثيره معدوما عليها، ولولا تسليم النظام في قطر مقاليد أمره للفرس والترك، وتخليه عن كل معنى للسيادة، لتهاوى وعاد إلى رشده منذ زمن.

أمرٌ أخير فيما يتعلق بقرار المقاطعة، وهو عشمٌ عسى أن يكون في محله، لدى الأشقاء في الكويت وعمان، يجب نزع ما تبقى من ورقة التوت عن هذا النظام الخائن فذلك سيكون في مصلحتكم أولا، لا أحد في العالم روج للثورات والدمار في الكويت وعمان أيام ما يُسمى بالربيع العربي، كما روج نظام قطر وأذرعته الإعلامية الخبيثة، وكل محاولةٍ لتسويق هذا النظام بمنطلقاته الحالية، لن ينجح ولن يثمر، وكل من وقف مع هذا النظام أو حاول التبرير له لن يسلم من أذاه، وفي صدام والقذافي وعلي صالح عبرةٌ لمعتبر.

فإما أن تكون أخي بحقٍ …  فأعرف منك غَثِّي من سَمِيني

وإلاَ فاطَّرِحْني واتّخذني … عدوا أتَّقيكَ وتتًَقينــــــــــــــــي

 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *