وظلم ذوي القربى أشد مضاضةً .. على النفس من وقع الحسام المهندِ – «طرفة بن العبد»
ربما كان السعودي في العقود الماضية، من أكثر الناس انخداعا بدعاوى المحبة والمصير المشترك ووشائج القربى، كانت تلك سذاجة، ليس هناك ما يبررها، وإن كان هناك ما يفسرها، إلا أنّ السعودي اليوم، قد ضاق ذرعا ببغض أشقائه له، ومكرهم به، وتآمرهم عليه.
لم يزهر في أرواحهم بذر معروفه الذي غرسه فيهم، أكثر من يحقد علينا من الأشقاء وذوي القربى هم أكثرهم أكلا من خبزنا ودعمنا السياسي، السعودية التي ضحت بالمكاسب الكبرى لأجل قضايا أشقائها، هي أكثر ما يكره هؤلاء الخونة، أمنيتهم الكبرى لا تتعلق بمستقبلهم أو حياتهم الكريمة، بل تتعلق بحلمهم الخائب في سقوط السعودية وتدميرها، لا أتحدث هنا عن مجرد بعض أصواتٍ نشاز، أو مجموعاتٍ منعزلة، بل عن الغالبية من هؤلاء الأشقاء والجيران، فقد أصبح الأصل فيهم كرهنا وبغضنا، والشاذ فيهم وبينهم هو من يحب السعودية ويتمنى لها الخير، هذه هي الحقيقة، التي لن يحجبها التفاؤل الساذج، أو المكر المبطَن.
لم تُضَحِّ دولةٌ في العالم من أجل فلسطين كما فعلت السعودية، ولم تقف دولةٌ مع أخرى كما فعلت السعودية مع لبنان، ومع ذلك فقد كان رأس الحربة في كل هجوم على السعودية هم الفلسطينيون واللبنانيون، إن ذهبت غربا أو شرقا، فستجد هؤلاء منتشرين في المراكز والمنظمات والمؤسسات التي تهاجم السعودية وتعمل على شيطنتها، في كل حدثٍ وفي كل مكان، كان هؤلاء الشرذمة أكثر الأعداء فجورا، وأعلى الكلاب نباحا.
وقد اكتفيت بهؤلاء المنتسبين لفلسطين ولبنان لأنهم الأكثر عددا والأكبر حقدا علينا، وإلا ففي كل ثياب شقيقٍ رقعة من أعادي، وهذا الكره الذي يحمله هؤلاء الجاحدون للسعودية لا يمكن اختزال سببه في الحسد وحده، فهناك تأسيسٌ منظم لتشويه صورة السعودية في هذه المجتمعات، ومنذ أيام اليسار العربي وخرافة دول المركز والأطراف والرجعية، والقوم ماضون في غيهم وفجورهم، والسعودية الطيبة تغفر لهم زلاتهم، وتترفع عن صغائرهم، فلا نكاد نغفر لهم خطيئةً حتى يأتوا بأكبر منها.
ربما كان قدر السعودية – بوصفها قائدة هذا الجزء من العالم والمؤثر الحقيقي فيه – أن تضطر لتحمل الصغار والتجاوز عنهم، إلا أنَ ذلك لم يعد مقبولا في ظل تنامي موجات الكره والعداوة لها من هؤلاء الحاقدين، ولذلك يبدو من الضروري في هذه الأوقات، أن نعمد إلى تسمية الأشياء بأسمائها، وأن تعمل مؤسسات الدولة وأذرعها الاستثمارية والإعلامية، ومؤسساتها القانونية، على جعل العداء للسعودية والإضرار بمصالحها أمرا يستوجب تبعاتٍ باهظة الثمن على من يقوم به، هذا إذا أردنا أن يكف هؤلاء المرضى عن الإضرار بمصالحنا.
التعليقات