الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

التكنولوجيا ضد كورونا – بقلم اللواء م. محمد حسن شفلوت

التكنولوجيا ضد كورونا – بقلم اللواء م. محمد حسن شفلوت

 

أثبتت التقنية في عالمنا المعاصر أنها السلاح الأجدى لمواجهة الأزمات فمنذ بدأت جائحة كورونا تنشر سمومها في المعمورة وانكفاء الناس الى مساكنهم اتقاءً لشرها.. قامت التقنية تدق أطنابها في خاصرة كورونا وتدافع ببسالة عن الإنسان أينما كان عملت على الاهتمام به ورعايته صحياً والتعرف على حالة الإنسان الصحية من خلالها وهو جالس في عقر داره، بها يجلب الدواء والغذاء ويدير أعماله العامة والخاصة ويتواصل مع أهله وأصهاره وأقرانه غير أبهين بالمسافات.

جعلت التقنية من العالم غرفة واحدة لا تتعدى مساحتها شاشة التلفاز أو الأيباد أو الهاتف النقال تحاور وتتطمن وتتبادل التحايا والتشاور والرفض والأعتماد وأنت جالس ومتكئًا  تراقب الرصيد وتحسب الدخل وتصرف المصاريف لايكلفك الا التعامل بإصبع واحدة على عدد من الأحرف والأرقام على مساحة لا تتعدى الكف ليس مطلوباً منك الانتظار في الطوابير أو البحث عن موقف لسيارتك لا تخاف زحام الطريق ولا بعد المسافة ولا اختلاف الطقس.

وأنت جالس تحتسي القهوة وأمامك أسرتك وكل منهم يمارس أعماله من ذات الغرفة التي تجلس بها. تدار الحكومات وكبار المنظمات والشركات والمؤسسات الخاصة والعامة من خلالي وخلالك باستخدام وسيلة التقنية. ليس مطلوباً منك ارتداء بدلة او ربطة عنق او ثوب وغترة مكوية او حتى بشت مزكرش وأنت ببجامة النوم ومستلقياً على سرير نومك تسير أعمالك بكل اقتدار..

اجلس وأنا اكتب هذه الخاطرة واستشرف أفراد أسرتي وإذا بكل واحد يؤدي واجباته جالساً مسترخياً، الذي في الصحة وآخر في الاتصالات وثالث بالأمن وحتى ربة المنزل تدير شؤونها وتطلب احتياجاتها من خلال التقنية هنا ايقنت ان العدو المبين لكورونا هي التقنية التي ساعدت على بقاء الناس في منازلهم دون ان تتأثر حياتهم العلمية والعملية والاجتماعية والمعيشية ايضاً لن اعطي التقنية الدرجة الكاملة في هذا الجانب ولكن أصنفها أنها فاقت التوقعات في إدارة الأزمة عالمياً ..

لقد ساهمت التقنية في استباقية مكافحة وباء كورونا وبقي علينا شكر الله ثم شكر حكومتنا الرشيدة على ما أولته لهذه البلاد من رعاية واهتمام ومنها توفير التقنية بأحدث تقنياتها واجهزتها وتمكين الشعب من اقتنائها واستخدامها لكل مايهمه في حياته ولعل هذه الازمة أعطت دروساً وعبر ومن أهمها ضرورة السير في الحوكمة وإحلال التقنية مكان كثيراً من القوى البشرية التي قد يستفاد منها بمواقع أخرى لاتخدمها التقنية.. الحمد لله أولاً و آخراً.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *