السبت ٣ مايو ٢٠٢٥ الموافق ٦ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

إلزم بيتك – بقلم الكاتب . أ. سلطان بن غرمان العمري

إلزم بيتك – بقلم الكاتب . أ. سلطان بن غرمان العمري

 

لوعرفتم حقيقة “كورونا” وألمه لبحثتم عن كهوف تحت الأرض بدلا عن العزلة في المنازل !

هكذا كتبها صحفي يمني الجنسية في فرنسا عن تفاصيل قصة إصابته بفايروس كورونا التي دامت معه 18 يوما وتماثله للشفاء بعدها بفضل الله.

قال أحمد الجبر: هي مواجهة تحسب بالدقائق والساعات .. تعيش الموت وتتذوقه لحظة بلحظة.. مع عدو يخبرك أنه جاء ينقذك بالموت فلا يمنحك.. وأنت من تتوق إليه للخلاص مما أنت فيه من عذاب.

بعد 18 يوما من المقاومة العنيفة والشرسة وبفضل الله وكرمه ومنٌه.. أفلت من قبضة الفايروس. 

ومع إني أكثر تطرفا لجهة الإلتزام بالإجراءات الإحترازية ومنها البقاء في المنزل وعدم المصافحة.  إلا أن الفايروس اصطادني وصديقي العزيز سامي يوم 12 مارس عندما خرجنا في مشوار صغير.. فلم نعد يومها بمفردنا بل برفقة فايروس خطير للغاية لا نعلم أو نتذكر كيف اصطادنا. 

وحدهم فقط أولئك الذين ابتلاهم الله بكورونا يعرفون معنى 18 يوما في قبضة هذا الفيروس العنيف. 

هي مواجهة تحسب بالدقائق والساعات.. تعيش الموت وتتذوقه لحظة بلحظة.. مع عدو يخبرك أنه جاء ينقذك بالموت .فلا يمنحك.. وأنت ..أنت من تتوق إليه للخلاص مما أنت فيه من عذاب. 

كورونا يا سادة ليس نزهة أو وعكة عابرة.. 

ـ أنه مجرم سفاح يزرع صدرك بألغام تتفجر كلما سعلت – وهو سعال لا يكاد ينقطع – فيحيل صدرك إلى أشلاء من دماء تسيل إلى فمك. 

ـ هو سفاح لا يرحم لأنه وبعد أن ينهي تنفيذ سلسلة انفجارات متوالية في صدرك.. وفي استغلال بشع لجسدك الذي لا يقوى على تحريك يد واحدة لحمل منديل تجفف به فمك من الدماء .. إذا به يعبث بالهواء الذي تتنفسه بصعوبة..  فيمارس هوايته اليومية بخنقك بين الحين والآخر إلى أن تكاد تودع الحياة أو يغمى عليك فتتمنى الموت وربما لا تجده. 

ـ لم يكتف بكل ذلك .. بل وعلاوة على الإرهاق والفتور الشديد الذي يصيب به جسدك المنهك وارتفاع درجة حرارة الجسم الداخلية والشعور بالقشعريرة.. فإنه يُطبق على رأسك إلى درجة تشعر معها أنه سينفجر من شدة الألم. 

ـ هذا هو الفايروس الذي أحال العالم إلى كتلة من الخوف والرعب.. فلا تستكثروا أو تستثقلوا البقاء في المنزل.. فلو عرفتم حقيقته وسرعة انتقاله لبحثتم عن كهوف تحت الأرض بدلا عن المنازل للوقاية منه ومن عذابه.

ـ مزيد من الحذر يا قوم قبل أن يقع الفأس في الرأس.

زودوني بالتنفس الإصطناعي وهو أنبوب غليظ يدخل من الفم ويعبر القصبة الهوائية ليصل إلى مفترق الرئتين والعملية تحتاج تخديراً كلياً.. بعدها نمت على ظهري أسبوعين كاملين دون حركة وبقيت بدون أكل و تنفس طبيعي حسب وتيرة معينة تفرضها الآلة التي تضخ الهواء لصدري..

معظم المرضى لا يتحملون الوضع ويجب إعطاؤهم مسكنات قوية ليدخلوا في غيبوبة.

رجل قوي في الأربعين من العمر إن دخل للإنعاش سيذوب جسده ويفقد أربعين في المئة من كتلته في عشرين يوم فقط.

بعد خروجه سيحتاج لعلاج طبيعي لمدة تطول من ستة أشهر حتى لسنة كاملة مع أضرار أكيدة في الفم والحنجرة.. لذلك لا يتحمل كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة المرور بتلك التجربة الصعبة ويموت أغلبهم خلالها.

التنفس الإصطناعي ليس قناع أكسجين تضعه على وجهك وأنت تلعب بهاتفك وتدردش عبر الفيسبوك حتى يمر الوقت.

كورونا ليست لعبة وصغر سنك لا يعني أنك حتماً ستنجو وحتى وإن كان الأمر لا يعنيك فهو بالتأكيد يعني من تحبهم.

إلزم بيتك .. وتوكل على الله أولا وأخيرا .. واتبع الإجراءات والنصائح التي تنادي بها وزارة الصحة مشكورة.

حكومتنا الرشيدة أعزها الله بذلت جهود جبارة على مستوى العالم للحفاظ على صحة المواطن والمقيم في المقام الأول رغم التبعات الإقتصادية الضخمة.

شكرا مليكنا المفدى .. شكرا ولي عهده الأمين على ما أوليتمونا إياه من الاهتمام والرعاية .. حفظكم الله من كل سوء .. سائلا المولى عز وجل أن يرفع البلاء عن بلادنا والعالم أجمع بحولك وقوتك يا رب العالمين.

 
 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *