الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

العولمة العظمى – بقلم الدكتور فايز الشهري

العولمة العظمى – بقلم الدكتور فايز الشهري
 
 
إذا قيل لنا أن مابعد “كورونا” لن يكون كما قبلها فهذا صحيح.. الآن في منظومة الـ G5 سيوضع في مكان ما من جسم الإنسان شريحة صغيرة جداً (microc hip ) تحمل عدة وظائف منها معلومات كاملة عن الشخص متضمنة نوع الـ DNA وفصيلة الدم والتاريخ المرضي وتمكين من تتبع الشخص أينما كان.. الجيل المتقدم منها سيكون أكثر وظائف بمعنى أن يمكن من التواصل مع هذه الشريحة عن بعد ( system telrmetry ) وقراءة عدة وظائف جسدية وذهنية وتشخيص حالة الشخص بدقة وفي فترات مختلفة حتى أثناء النوم. بل بالإمكان التنبؤ بحالات كثيرة قبل ظهور أعراضها.
 
ولا شك أن هناك فوائد عظمى على سبيل المثال حالات القلب والتي أثبتت دراسات كثيرة أن حالات الموت المفاجئ بالقلب ( السكتة القلبية مثلاً ) تظهر علامات دقيقة جداً قبل 12 ساعة على الأقل وكذلك حالات الجلطة وتخثر الدم وقس على ذلك كثير جداً من الأمراض بل إن هناك وابل من المعلومات حتى على مستوى الأجنة في بطون أمهاتهم بما يمكن من إكتشاف حالة الاضطراب في الانقسام الخلوي الأولي المكون للجنين ومعرفة ومتابعة الحالات بدقة كبيرة وذلك سيسهل تصحيح مسارات وأنماط هذه المراحل التكوينية لتفادي ظهور إعاقات بدنية أو ذهنية أو التخلص من العمل في مراحل مبكرة جداً…
 
ينسحب ذلك على القدرة بالتنبؤ بامراض مثل السكر وغيرة… وربما المأخذ على تقنيات هذا الجيل انتهاك الخصوصية والتوغل ربما المفرط في التعامل مع ذاتك بدون علمك … خلافا للتجسس والاستخدامات الأمنية بل واعتبارها في مرحلة لاحقة بديلا لجوازات السفر والهوية الشخصية وذلك بأن يعطي الشخص في هذه الشريحة رقم مشابه للايبان البنكي يحدد فيه بلد المنشئ وكل التفاصيل والسجل الأمني والمالي والصحي والاجتماعي أيضا…
 
طبعا هذه هي العمولة الكبرى… سوف تعاني من تهكير وتتبع ونسخ وإستنساخ وجرائم مثل القرصنة الإلكترونية.. ربما قريباً سيبداء بتطبيقات كثيرة على الجيل الجديد من الجوال واللوحي والتابلت كتمهيد وتوطئة للمرحلة الكبرى. وهذا هو السبب الحقيقي لإنزعاج إمريكا والغرب من الهواوي والجيل الخامس الصيني هذا الخلاف الذي سوى سرا بإحتمالات كثيرة مفتوحة…
 
لذا نرى أن العمل الإلكتروني أصبح موغل في الشخصية جداً جداً وترقباً وتطلعاً لهذا العصر يتحرك في ذلك المسار علماء أخرون في سباق مع الزمن الإستنساخ الذاكرة البشرية بكاملها وتحميلها على أشخاص أخرين ليكونو بعد ذلك حاملي تجارب ومعلومات ومهارات لم يمرو بها ولم يمارسوها وصولاً لتراكم معرفي سيكون مذهل وربما في مراحل متقدمة لن يستطيع العقل البشري لشخص تحمله وإستيعابه.
 
وعندما تكون هذه واقعاً معاش سيكون توارد الاأفكار والتواصل عبر القارات شي ذهني فقط من خلال هذه الشرائح … الأخطر من ذلك أن السلطات القائمة الآن ستصبح عاجزة بل وستكون أقل تأثير في الحياة الفردية والجماعية وسيكون المتحكم الفعلي هم أصحاب ومالكي ومشغلي هذه التقنيات. الجدير بالإهتمام هو أن العالم ربما ينقسم إلى قسمين قسم متحضر جداً يعيش في هذا العالم التكنلوجي وآخر يبقى في العالم الحالي وسيكون عديم الحركة… عديم الفائدة… مريض … كادح لمصلحة العالم الآخر… الله يستر.
 
 
 
 
 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *