لا يختلف اثنان أن جلَّ الإعلاميين العاملين في قنواتنا وصحافتنا، سلبيون في تناولهم لقضايا بلادنا الغالية والدفاع عنها عبر شتى وسائل التواصل الإجتماعي والتي لايبرحون عنها، مثل تويتر وفيس بوك وقنوات اليوتيوب وغيرها، لاسيما أنهم ملمون كثيراً بما تتعرض له بلادنا من هجمات شرسة بغيضة من أعدائها الذين يتربصون بها شراً ولا يريدون لها خيراً البتة، وذلك بحكم ممارساتهم اليومية لأعمالهم ومعرفتهم بما يُحاك عبر الإعلام المنتشر سواء كان مرئياً أو مقروءاً أو مسموعاً.
وأعول هنا على السعوديين الذين لانجد لهم من التغريدات على سبيل المثال ما يناصر سياسة بلادنا وقضاياها وتوجهاتها المتزنة المعروفة لدى العالم أجمع، والتي يلتف حولها كل شرفاء الأرض من كل مكان. وكم رأينا من ينبري للدفاع عن بلادنا إعلامياً وإن كان يختلف عنا في المذهب والجنسية وربما كان من بلادٍ لا تود لنا البقاء والعيش بسلام.
وأما أولئك الذين فَتحتْ لهم القنوات السعودية الرسمية والمحسوبة عليها أبوابها من مذيعين وصحفيين ومدراء وغيرهم من العاملين إعلاميا، من غير السعوديين فلا يعول عليهم كثيراً، فجلّهم يتكلم بلسان بلادنا في قنواتنا، ويغرد ويسبح باسم نصر اللات وطهران وبشار، ومنهم من يغرد بذكريات العشق والهيام، والليالي الملاح والأمال المنكوسة والطروحات العقيمة العرجاء!
لانريد منهم رفع صور رموزنا والتغني بها ولا نريد منهم أن يقولوا ( بنحبك يالسعودية ) فلايشرفنا أن يلمسوها بأيديهم، أويتلفظوا باسم السعودية، إلا فيما يُملى عليهم داخل قنواتنا. نريد منهم أن يقارنوا بينهم وبين زملائهم وابناء عمومتهم في قناة الجزيرة والموالين للبلاد التي تحتضنهم والقنوات التي يعملون بها، والتي يدافعون عنها بالكلمة وبالتغريدة، وهم يعلمون أنهم يدافعون عن باطل، فهم الذين يتشدقون بشتم السعودية صباح مساء ولايفترون ولايكلون عن ذلك أبدا.
وهؤلاء لدينا يعلمون أنهم إن ردّوا عليهم يدافعون عن حق، لكنهم كما يبدو يتناغمون مع أولئك الأقزام في الجزيرة والميدان. نريد منهم ألا يلمزوا ولا يغمزوا عبر تغريداتهم ضد بلادنا وهويتنا وثوابتنا، وانجازاتنا الوطنية نريد منهم ألا يهتفوا باسم أي عدو لبلادنا وهم لازالوا يعملون لدينا،. وليس ذلك تجنباً لتأثيرهم ولكن حفظاً لماء الوجه حين نشغلهم لدينا صباحا ويتشدقون همزاً ولمزاً بنا مساءً. فنحن نعلم أنهم وإن أكلوا ريالاتنا وتكلموا من قنواتنا وجلسوا على بعض منابر إعلامنا يقولون بأفواههم ماليس في قلوبهم، ونحن لانتشرف بهم، فجلّهم لايشرف قدرا وسلوكا.
ولكننا هنا نلوم المسؤولين على استقطاب وجلب هؤلاء وتوظيفهم مع عدم مراقبة مايقولون عنا، عبر ماينشرونه من تغريدات ومقالات وغير ذلك، وعدم محاسبتهم على مايفعلون، ونلومهم أنهم لم يأخذوا عليهم اقرارات ومواثيق رسمية بعدم الإساءة لبلادنا إعلامياً وعبر أي وسيلة للتواصل الإجتماعي بحيث تكون هذه العقود والإتفاقات قانونية ملزمة لهم.
ونلوم المسؤولين في إعلامنا، أنهم مقصرون في بثّ روح اللُّحمة الوطنية والإلتفاف حول ولاة الأمر والعلماء كما ينبغي، ونلومهم أنهم جعلوا قوة اللسان الإعلامي للبلاد في الجوانب الفنية، واغفلوا الجوانب العلمية وجوانب القيم والعادات الأصيلة والمرتكزات الوطنية!

التعليقات