توفي قبل عدة أيام أبو عبدالله الشيخ ظافر بن عبدالله المحشي الشهري – رحمه الله تعالى؛ فوجدت دافعا ورغبة في تأبينه، والكلام عنه حسب ما ظننته ، وظهر لي.. فقلت:
رجل حكمة، وصمت، وكان مهابا
ومن بيت علم، ووقار صار عجابا
فكأنما حُشِيَ بين أضلاعهم كثير العلم
مع ما ظهر في طباعهم من غزير الحلم
أعرف عنه أمورا، ولا أعرف الكثير
فلتكن كلمتي هنا على هذا التقدير
وبداية المعرفة منذ كنت صغيرا !
حيث كنت طفلا، وكان بمدرستنا مديرا
فذهبت مع والدي رغبة في التسجيل
فلما رأى المدير هذا الطفل النحيل
قال: لو أخّرتم تسجيله لمدة عام
فاقتنع والدي، ورجعت بهذا الكلام
ولما جئت العام القادم كأني ما وجدته
فسلكت الطريق وكأني ما فقدته!
ثم قدر الله فلقيته بعد بضع سنين
حيث درَست في المعهد مع بعض البنين
في المعهد العلمي النافع بالنماص
حيث زاملت اثنين من أبنائه الخواص
وقد صارا شيخين كبيرين وقورين
وجمعا خصال التميز، وكانا دكتورين
فبعد نهاية عام من دراسة المتوسطة
أقيم حفل للتكريم وكان في وسطه
وكان لابنيه، ولي في الحفل تكريم
فقد يسر الله من فضله وهو الكريم
ثم بعدها كان يلقاني بالبشر والتقدير
وكنت أنظر إلى مهابة رجل قدير
وتظهر منه الحفاوة والبسمة والمودة
وأُكِنّ له عندي مقاما ذا قوة وشدّة
ومقابلتنا كانت في مسجد الجمُعَة
وربما لقيته في غيره وبعض أبنائه معه
وكيف تراه في الدقلة وبيضاء الغترة؟
فكأنما رأيت القمر في ليلة بدره
وقد منحه الله الأبناء النجباء وربّاهم
فأضحوا مغتبطين بما منحهم الله وحباهم
ما شاء الله ربنا عليهم وتبارك
ونسأله التوفيق لمن كان كذلك
زاملت بعضهم، ودرّسْت بعضا
وسُمْعَتهم بالخير طولا وعرضا
ثم جاء خبر نعيه ووقوع الموت
فحزنت لِمَا علمت من حصول الفوت
فإني وغيري لن نراه في هذه الدار
لكن نرجو أن نجتمع في دار القرار
وأن يغفر الله لنا وله ولكل مسلم
وأن يرحمنا بكرمه الربّ الأرحم
وأن نلتقي في الجنة على الأرائك
وما ذلك بعزيز على الرب المالك
مع والدينا والمكرّمين الصالحين
وأن يمنحنا ربنا من عفوه .. آمين.
التعليقات
تعليق واحد على "ظافر بن عبدالله المحشي – بقلم د. عبدالله بن غرم العمري"
الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته.