صحيفة النماص اليوم :
في لفتة تعد الاولى بين وصيفاتها بالخروج عن نسبتها الى الأشخاص انطلقت ليلة الثلاثاء 16/9/1440هـ بمدينة أبها فعاليات ثلوثية (النٌصب) الثقافية المتنوعة بموقع قصر الشيخ/ أحمد بن سعد آل مفرح – شيخ شمل قبائل بني مغيد وبني نمار سابقاً غفر الله له، وذلك بحي النٌصب التاريخي وسط مدينة أبها بحضور لفيف من المثقفين والأكاديميين والاعلاميين افتتحها مؤسس فكرتها الدكتور/ عبدالرحمن بن أحمد آل مفرح عضو مجلس منطقة عسير بكلمة شكر فيها الحضور على تلبية دعوتهم والاسهام في الاحتفاء بهذا المنشط الذي تحتاجه المجتمعات ويعد واحداً من ايقونات التواصل بين فئاتها وتبادل الثقافات واحيائها مشيراً الى أن فكرة اطلاق ثلوثية (النٌصب) بهذا المسمى المعروف والمتداول بعيداً عن نسبتها للاشخاص يعد تحولاً نسعى من خلاله أن تكون للجميع ومن خلال الجميع.. ثم قدم ضيف اللقاء الأول الدكتور/ محمد بن علي العمري مشيداً بتألقه المشهود في عالم لغة الضاد وتميزه في الاهتمام بها وتعليمها حتى في محاضرات خاصة في المساجد ومقاطع عبر مواقع التواصل يكرّس من خلالها للاهتمام باللغة العربية وتصحيح التعاطي معها وبها.. اضافة الى تألقه شاعراً فصيحاً متميزا.. انطلق بعدها الشاعر واللغوي المبهر/ الدكتور محمد بن علي العمري، ضيف لقاء ثلوثية (النَصب) الاول شاكراً الدكتور/ آل مفرح ولجنة تنظيم هذا المنشط على دعوتهم وعلى اهتمامهم بمثل هكذا مناشط من شأنها إثراء الساحة الأبهاوية بعبق التلاقي والتثاقف والامتاع.. ثم بين في البدء مخرجات ماتوصل اليه حين البحث عن أصل ومعنى كلمة (النّصب) اسم الملتقى الأبهاوي الجديد فقال.. نحن امام كلمتين الآن؟ – ثلوثية – والنّصب، وسأبدأ بالنصب.. فالنصب مفردة قرآنية أصيلة عريقة ولاشك أن هذا الاسم ضارب في أعماق التاريخ ومعنى النصب في العربية يعود الى أحد معنيين – والعجيب أنها وردت في القرآن الكريم بالمعنيين كلاهما؟ لذلك النصب هو المشقة والعناء والتعب حيث قال الله تعالى ( واذكر في الكتاب أيوب اذنادى ربه أني مسني الشيطان بنٌصب وعذاب) أي بشقاء ومعاناتٍ وتعب.. والعرب تقول نُصب ونصَب كماتقول حُزن وحَزن؟؟ – لذلك تكررت في كتاب الله تعالى كمافي قوله تعالى (آتناغدائنا انا لقينا من سفرنا هذا نصبا) يعني تعب ومشقة.. وحين تحدث الله تعالى عن الجنة قال ( لايمسهم فيها نصب ) – الامر الثاني (النٌّصب) هو العلم بمعنى العلامة التي يتعرف بها على المكان فيعاد اليه لذلك قال الله تعالى (يوم يخرجون من الأجداث كأنهم الى نُصْبٍ يوفضون) وفي قراءة الى (نُصُبٍ يوفضون ) فقالوا العلم المنصوب ولذلك السارية تسمى نصيبة بمعنى انها منصوبه، والله سبحانه وتعالى حينما تكلم عن الجبال قال ( والى الجبال كيف نصبت) فهي عائدة الى المعنى نفسه؟ لذلك كل منصوب فهو نصب؟ فالجبل نصبه الله في الأرض فهو نّصب والعلم هو نُصب! – لذلك اذا عدنا الى هذا المكان الذي يحتضن مكان الثلوثية فهو يحتمل الوجهين معاً؟ وإن كان المعنى الثاني عندي أوجه وهو أن هذا الحي أو الجبل سمي بالنُّصب لأنه المكان الذي يعاد اليه ويجتمع فيه (كأنهم الى نصب يوفضون) يعني يجتمعون واذا نظرنا الى جغرافية ابها وجدناها متوسطة في قرى ابها القديمة السبع وكأن هذا المكان هو المنطقة التي يعاد اليها ويجتمع فيها وهو الأطهر والأقرب.. ثم عرّج على تسمية الثلوثية وأصل وقعد لها مستعيناً بتسميات العرب قديماً للايام واوصافها .. الخ – ثم القي قصيدة من بوحه نالت إعجاب الحضور ثم استعرض قصةً تاريخية لأحد فرسان وشعراء العرب مترنماً بالقصيدة ومفسراً لها ولمناسبتها – أعقب ذلك مداخلات من بعض الحضور زادت اللقاء ثراءاً وحيوية .. ثم دعى المستضيفون جمع الحاضرين الى طعام السحور شاكرين لهم تفاعلهم وحضورهم.
التعليقات