السبت ٣ مايو ٢٠٢٥ الموافق ٦ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

000000 / 2

كما تعلمون أحبتي بان الانسان يكتب او يتحدث دائماً من خلال خبرته السابقة في الحياة وتجاربه الي مر بها ، وغالبا يتحدث او يكتب عن ابرز تبك المواقف في حياته اياً كانت نتائجها منتهية بالايجابية او بالسلبية.. هذا المقام اتحدث عن موقف او قصة علقت في ذاكرتي بما فيها من عبره وابتسامة .. ففي ذات يوم طلب مني أحد زملاء السكن ايصاله الى مسجد بعيد عن سكننا ليصلي فيه صلاة العصر، واستغربت هذا الطلب فلدينا مسجد لا يبعد عن منزلنا سوى بضعة امتار – هذا في أبها – وسالته كعاتي عن سبب الصلاة في هذا المسجد بالذات وهو مسجد بعيد في حي آخر فاخبرني بالقصة وهي عنوان مقالي هذا ( درجة النظر ) فقال اقول لك وتوصلني بسيارك كون ليس لديه سيارة في وقتها فقلت ابشر وليس لدي مانع يمنع .. فقال سوف اذهب اختبر بعد صلاة العصر اختبار القرآن الكريم عند الشيخ في المسجد لدى الشيخ الافغاني – حيث كان منزل الشيخ قريب من هذا المسجد ويصلي فيه جميع الفروض، ولكني لم اصدقه وقلت له كيف يكون اختبار جامعه في المسجد وبعد صلاة العصر .. الا انه حلف لي بان هذا صحيح .. وقلت ولماذا الاختباريكون في المسجد ، فقال هذا اختبار مساعدة لكل الطلاب الراسبين في الجامعه من باب المساعدة على تجاوز حفظ القرآن الكريم بفرع جامعة الامام محمد بن سعود – سابقا – قلت ولماذا رسبت في اختبار الجامعه .. فقال القصة اني غشيت في القرآن الكريم  حيث قام الشيخ بمنادة اسمي وتوجهت له وبيدي مصحف اخفيه عنه وبعد ان جلست امامه وضعته في الدرج الذي امامي .. فقلت او لم تعتقد ان الشيخ سوف يراك فقال لم اتوقع حيث انه كبير في السن ونظره ضعيف ، واسترسل زميلي قائلاً: فطلب الشيخ مني تسميع سورة كذا .. ففرحت بان القرآن قد فتحته قريب من هذه السورة ، وبأدت بالبسلمه ومديت فيها حتى استطيع ان اصل الى السورة في المصحف ، وفعلا وصلت وبأت اقراء بتكسير في الحفظ حيث اني اطلع المصحف وارجعه وانزل راسي وارفعه والاحظ الشيخ بعيني حتى لا يكشفني ، والشيخ يهز رأسه ويطالعني احينا .. وبعد قراءت وجه تقريبا قال الشيخ”حسب” ففرحت فرحا شديداً بان تجاوزت مرحلة الحفظ بالرغم ان لم احفظ ايه فعليه من التي قرأت .. فنظر الشيخ بعينه وجعل عينه في عيني .. وقال عبارته التي هزتني بل ورسبتني – اما هذه فنحسبها لك – درجة النظر – اما الان فاغلق القرآن الذي في الدرج وأبدأ بالتسميع .. فقال خسرت درجة النظر حيث ان قرأتي لم تكن بالمستوى الجديد، فلو قرأتها من القران مباشرة لكنت افضل من ذلك بكثير، وبعد ان اغلقت القران الكريم فلم استطع التسميع وحصلت على درجة ( صفر ) في الحفظ ودرجة متوسطة في النظر . وبالتالي اعاد للزميل مع بقية زملاءه اختبار القران الكريم في المسجد بجوار الشيخ، ولكن لا اعلم هل هم قد غشو مثل زميلنا ام ان اسباب الرسوب محتلفة.. في ختام هذه القصة مع زميلي أخبرته في حينها بان ماقمت به هو ضرب من الخيال ولا يعقل ولا يصدق فكيف لطالب جامعه وفي العام الاخير وجامعه اسلامية واختبار مادة بل واختبار قرأن كريم .. كل هذه لاتجتمع ، فالغش مهما توقعت بانه سيريحك من المذاكره ولكن عواقبه غير سارة ولن تنفعك في الدنيا ولا في الاخرة. ونصيحتي لكل طالب علم عليكم بالجد والاجتهاد ودعو الغش جانبا فهو وبال على صاحبه ، ولا يجر الا الندامة التي سيكون اثرها على مستواك العلمي اولا وعلى مستقبلك وقبل هذا وذاك سيكون وعلامة سوداء في سجلك الذي ينظرك يوم القيامة يوم تشهد عليك جوارحك فلا ينفع حينها الندم ان كان هناك مجالا للندم ..  

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *