الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

حوادث الفرس على “مكة” عبر العصو – بقلم الدكتور عمر غرامه العمروي 

حوادث الفرس على “مكة” عبر العصو – بقلم الدكتور عمر غرامه العمروي 

 

تعرضت مكة المكرمة بلد الله الحرام وقبلة المسلمين في الارض والسماء ومركز الحج “الركن الخامس” من اركان الاسلام ، لاعتداءات متتابعة من المجوس عبدة النار وعبدة الحسين المشركين بالله وكانت على النحو التالي :

1- فأول الاعتداءات على الكعبة “قبلة المسلمين” حسب التاريخ الإسلامي وقع في “الفترة الجاهلية” ويعرف بـ “عام الفيل” وهو نفس عام ولادة الرسول محمد “صلى الله عليه وسلم” والذي قدر بأنه وقع عام 570 ميلادية . عندما حاول أبرهة الحبشي الذي كان يحكم اليمن آنذاك تدمير الكعبة ليجبر العرب وقريش خاصة على الذهاب إلى “القليس” التي بناها، في اليمن آنذاك و(القليس) تعني “المعبد أو الكنيسة” ولكن العرب لم يهتموا بـ “قليس” أبرهة؛ بل قام أحدهم بقضاء حاجته في (المعبد) مما أغضب أبرهة الحبشي على العرب، فجهز جيشا كبيرا ضم في صفوفه فيلة لم يكن للعرب آن ذاك خبرة او علم في التعامل معها، ولما وصل ابرهة وجيشه الى مكة فر أهلها إلى الشعاب والجبال المحيطة بمكة لعدم قدرتهم على الدفاع عنها تاركين ذلك لله رب البيت. وكلنا علمنا بقصة عبد المطلب مع أبرهة حينما طالبه برد قطيع إبله التي اخذها جيش ابرهة، ولم يذكر البيت الذي جاء أبرهة لهدمه، وقال له “أنا رب إبلي، والبيت له رب يحميه” فصارت مثلا للناس. فارسل الله طيورا أبابيل هاجمت جيش أبرهة الحبشي ورمته بـ “حجارة من سجيل” قتلتهم جميعا.

2- الثاني: وقع في عهد عبدالملك بن مروان عندما أراد الخليفة عبد الملك التخلص من عبدالله بن الزبير الذي “خلع” عن “أمير المؤمنين” الخلافة أمام المنبر النبوي، فجهز الخليفة في عام 73 للهجرة أي 693 ميلادي جيشاً ضخماً بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي لمنازلة ابن الزبير في مكة، فحاصر الحجاج عبدالله بن الزبير وقد لجا الى داخل الكعبة، فقام جيش الحجاج بضرب الكعبة بالمنجنيق فاحترقت وتهدمت أجزاء منها، ثم اعيد بناء الكعبة مرة أخرى.

3- الثالث : القرامطة الذين استباحوا الحج واستولوا على مكة سنة 317 هجرية – 930 ميلادي . فقد هاجم القرامطة مكة في موسم الحج، واعتدوا على الحجاج و”استحلوا حرمة البيت الحرام”، فخلعوا باب الكعبة وسلبوا كسوتها وأعملوا النهب والسلب في المدينة وقتلوا حسب مصادر تاريخية اسلامية حوالي 30 ألف شخص وقيل 35 الف من سكان المدينة الأصليين ومن الحجاج، ودفنوا بير زمزم، وأخذوا الحجر الأسود وبقى الحجر في القطيف 22 سنة قبل أن يعود إلى مكة.

4- (الغز) السلاجقة وهم فئة من (الاتراك) سنة 550 هجرية – وقد استباحوا حرمة البلد الحرام، وقتلوا أعدادا كبيرة فيه، ثم توجهوا الى الطايف ثم الى المنطقة الجنوبية واحرقوا المدن والقرى ونهبوا خيرات البلاد وقتلوا العباد من اهلها حتى وصلوا صنعاء اليمن.

5- مجموعة الخوارج المسلحة انشات لتهدد علماء الدين والأسرة السعودية الحاكمة وقام بها مجموعة من أبناء السعودية برئاسة: جهيمان بن سيف، ومحمد بن عبد الله، الذي سمى نفسه المهدي المنتظر، وقد وقع ذلك في غرة محرم الحرام من سنة 1400هجرية – 20 تشرين الأول 1979 ميلادية، أثناء الحج، وباءت مقاصدهم جميعها بالفشل، وقتل كل من قام بالحركة في معركة تركت وراءها نحو 250 قتيلًا، وقرابة 600 جريح، وكنت مشاركا مع قوات الامن الخاصة فيها.

6- الحادث السادس: وقد عرفت بأحداث حج مكة 1407هـ / 1987م وهي اشتباكات عنيفة وقعت في يوم الجمعة السابع من ذي الحجة 1407هـ الموافق لـ 31 يوليو 1987م في مكة المكرمة أثناء موسم الحج بين مجموعة من الحجاج الشيعة الإيرانيين – وقوات الأمن السعودية. فقد قام الإيرانيون بتظاهرات رافعين شعارات الثورة الإسلامية في إيران والدعوة إلى الوحدة الإسلامية والعداء لـ “إسرائيل وأمريكا “، رافعين صورا للمسجد الأقصى والمسجد الحرام وصور الخميني. وادى ذلك الى مصادمات واشتباكات عنيفة بين قوى الامن السعودية وبين الايرانيين، وبلغ عدد القتلى في الحادث اكثر من 402 شخصا إيرانيا و85 من رجال الامن والسعوديين، و42 حاجا من جنسيات أخرى، وقد شاركت في ذلك.

7- وفي هذا اليوم وقبل ثلاثة أعوام يطلق الحوثيون عبدة الحوثي والحسين في اليمن صواريخ المجوس الإيرانية على بلد الله الحرام مكة المكرمة ولكن خابوا وخسروا افعالهم تزيدنا لحمة وتماسكا وصلابة وقوة ضدهم وضد اطماعهم وضد كل باغ فوق كل ارض وتحت كل سماء، حسبنا الله ونعم الوكيل.

هذه بعض من سيرة “المجوس” واذنابهم في لبنان وسوريا واليمن والعراق وغيرها من البلدان، وهذا ديدن مطاياهم من المتمسلمين والاخونجية في البلدان الاسلامية الاخرى، ولا تزال حكومة بشارة الصهيوني في قطر الاخونجية وقرد وغان الإرهابية في تركيا  تمد وتساند وتمول المجوس واذنابهم ضدالسعودية.

فاللهم يا حي يا قيوم ياودود يَاذَا العرش المجيد يا فعال لما تريد، يا من يعلم انهم يمكرون ببلادنا وعلمائنا وحكامنا وشعبنا ومقدساتنا، ويتربصون بِنَا اللهم دمرهم وشتت شملهم وفرق جمعهم وانزل بهم باسك الشديد ولا تبقي لهم باقية ولا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن بعدهم عبرة وآية يا سميع الدعاء يا قوي ياعزيز.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه.

 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *