الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥ الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

يحيى خلوفة .. وداعاً – بقلم الشيخ ناصر محمد العمري

يحيى خلوفة .. وداعاً  – بقلم الشيخ ناصر محمد العمري
 
 
كم هي الحياة الدنيا لحظات سريعة وومضات متتابعة تسير بنا نحو آجالنا المحتومة، وأثناء تلك اللحظات الخاطفة يستطيع عظماء الرجــــال أن يسطّروا فيها إبداعاتهم، وينحتوا أحسن تجاربهم، ويرسموا أحلى خبراتهم، ويرمقوا بعين البصر والبصيرة أثمن ما يدخرونه لأنفسهـــــم في آخرتهم يوم أن يقول الإنسان: ( ياليتني قدمت لحياتي ) . 
 
 إنني عندما أسطّر هذه العبارات، وأكتب هذه الكلمات ، فإنَّ قلمي يتوقف بين الفينة والأخــــــــرى كي يحاول أن يروي إلياذةً عذبةً، ويصوّرَ مشهداً رائعاً كالذي رسمه الاستاذ يحيى بن خلوفة القحطاني في أحضان محافظة النماص بمنطقة عسير، ولكنَّ قلمي السيّال – رغم براعته – لم يستطع أن يكوّن ذلك المشهد ويحكي تلك الإلياذة، فتراه تارةً حائراً، وتراه أخرى متململاً، فعذرتُه عند ذلك، فأفلتَ من يـــديْ، وذهب دون أن يعيْ، فناديتُه فأبىٰ، ورددتُه فهرولَ وسعىٰ، ولمّا لم أظفرْ بهِ عدتُ أدراجي وكفىٰ.
 
النماصُ شهدتْ لك، ولعلّ شهادتها لك تنفعك يوم لقاء ربِك. ساكنوا النماص يترنمون بالــــــدعاء لك فهنيئاً ثم هنيئاً لك . كان أملُنا أن تعيش بيننا فترة أخرى ولكن أبىٰ الله تعالى إلا أن يكرمك بمجاروة حبيبه ومصطفاه فكانت خيرة الله تعالى راحةً وعزاءً لنا وخيراً لك من مـــــــدحنا وثنائنا .اختم حياتك الوظيفية بكل ما أوتيته من قوة عملية وعلمية وخبراتية لاسيما وقد وفقك مولاك وشرفك بالخدمــة في بلد رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم، وإنا لنرجو أن يكون ذلك علامة رضاً لك وعليك.
 
 لن تنساك النماص برجالها ونسائها وشيبها وشبابها وصغارها وكبارها، ستظلّ ذكراك منحوتة في عقولهم ، وستظلّ أعمالك شاهـــــــدة لك عندهم، ولن يكافؤك – مهما بذلوا – بأفضل من الدعاء لك .
 
وختاماً .. نرجوا من كل عامل أن ينهج نهجك، ويحذو حذوك، ويقتفي أثرك. وفقك مولاك، وسددك وحفظك ورعاك. والسلام عليك .
 
كتبه / ناصر بن محمد بن عثمان العمري . قاضي محكمة الاستئناف بمنطقة الباحة .
 
 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *